العلم والإسلام

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
د. محمد مهاتير*
1- تساءل معلّق قائلا: إذا كانت الإمبراطورية الإسلامية (لم تكن هناك أبدا إمبراطورية إسلامية بالمعنى الذي تعنيه الإمبراطوريات الأخرى -إنما كان هناك مجتمع إسلامي أو أمّة-) فيما مضى متمكنة في العلم، فلماذا نجد دول منظمة المؤتمر الإسلامي متأخرة و متخلفة عن الركب في مجال العلم والتكنولوجيا؟

2- لقد فسرت و شرحت لماذا من قبل، لكن أعتقد أنه علي أن أعيد

3- لقد استوعب المسلمون الأوائل رسالة الله في القرآن والتي تُلزمهم أن يقرؤوا (إقرأ). وآية "إقرأ" (أول ما تلقى هذا النبي الأمّي صلى الله عليه وسلم من القرآن) لم تحدّد أدنى ما على المسلمين قراءته.

4- لم تكن هناك كتب عن الإسلام في ذلك العصر، لكن وُجدت عدة كتب عن الديانتين اليهودية والمسيحية. كما وجدت أيضا عدة كتب أو مخطوطات عن العلوم والفلسفة الإغريقية إضافة إلى الرياضيات الهندية.
5- قرأ المسلمون الأوائل كل كتابات الإغريق، والهنود وآخرين وترجموها بعد ذلك.وكان عليهم تعلم هذه اللغات أولا. ثم تابعوا العملية بالقيام بأبحاثهم.
6- وبذلك تعلم المسلمون الأوائل في المجالات التي تفوقت فيها الأجناس والأعراق الأخرى، وهذه أضافت إلى المعرفة التي اكتسبوها.

7- وفي المقابل حين كان الأوروبيون منغمسين في خرافات العصور المظلمة بالرغم من اعتناقهم للمسيحية. فقد غمرت حضارة المسلمين المتفوقة الأوروبيين في اسبانيا، البرتغال، صقلية، اليونان ومعظم أوربا الشرقية التي دخلت تحت الحكم الإسلامي.
8- لكن خلال القرن الـ15 من العهد المسيحي، أصدر العلماء المسلمون فتاوى حول كلمة "إقرأ" تدعو وتحث على قراءة ودراسة العلوم الشرعية فقط. منذ ذلك الوقت، أوقف العلماء، الفيزيائيون والرياضيون المسلمون دراساتهم وبحوثهم من أجل دراسة العلوم الشرعية فقط.

9- على صعيد آخر، لاحظ الأوربيون عظمة الحضارة الإسلامية فقرّروا اكتساب علوم المسلمين في مختلف التخصصات، بما فيها الإغريقية. ولهذا درس القساوسة العربية وتمكنوا من الولوج إلى أعظم مكتبات قرطبة، وبغداد وما شابهها. وترجموا أعمال العلماء والمفكرين المسلمين إلى اللغة اللاتينية وإلى اللغات الأوربية الأخرى.
10- إذا اهتممنا بقراءة تاريخ المسلمين والأوربيين سنلاحظ أنه ابتداء من القرن الـ 15 تقريبا من العهد المسيحي عندما تخلى المسلمون عن ما يعتقدون أنه علم غير ديني، في ذلك الوقت بالضبط بدأت الحضارة الإسلامية في التقهقر.

11- وبدأ خروج الأوربيين من العصور المظلمة عندما تمكنوا من علوم المسلمين، وبهذا أسسوا الحضارة التي نشاهدها ونراها اليوم.

12- ولسوء الحظ يبدو أن المؤرخين المسلمين لم يأخدوا العبرة من معاني فتاوي القرن الـ15 بعد الميلاد. وحتى يومنا هذا، يبدو أن المسلمين غير قادرين على ربط تدهور حضارتهم مع رفض العلوم غير الشرعية. لكن المؤرخين الأوربيين يقبلون بفكرة أن خروجهم من العصور المظلمة ونهضتهم تتزامن مع دراستهم للحضارة الإسلامية وأصولها.



* ترجمة الأستاذ جابر بن سليمان باباعمي

شكراااااااااااااا

شكرا لك على المرور

مششكور