قصه طبيب الجزء الاول

قد لا اكون

كاتبا ولا املك اسلوبا في الكتابة وحتى انني لا اعرف الكتابة الا انني

اردت نشر تلك القصة التي رويت على مسامعي من احد اصدقائي

تلك

القصة التي اتمنى ان يقراها كل طبيبة وطبيب حولتهم المادة الى تجار

للاعضاء البشرية وقادتهم نفوسهم الضعيفة الى بيع الانسانية فصاروا

يتعاملون مع الانسان كما تتعامل مع قطع غيار للسيارات

بسم الله الرحمن الرحيم

سألني الفضول يوما عن حدث وقع امام ناظري

حادثة ابطالها طاقم ينعتون بالملائكة

الا ان الملائكة بريئة منهم كل البراءة

انبوب شاء القدر ان تكون فيه عائقة

وشاء القدر ايضا انه كان بالامكان ازالتها في نفس الوقت

الا انها الاوامر

اوامر تقتضي فقط ان نرى ونصور تلك العائقة ونخرج

لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟

هنا بدأ الفضول يحيرني

وتراكمت علي الأسئلة

ثم ودون أن أدري قررت ازالة تلك العائقة

ودون اكتراث للاسباب او اعتبار للاوامر

كان الجميع ينظر الي باحترام وقلق في نفس الوقت

احترام لقرار انساني اتخذته ودون اي مصلحة

وقلق على عملي الذي وجدته بعد صعوبات ومعاناة

الا انه قرار قد اتخذته ليس الان بل و منذ زمن ليس ببعيد

منذ ان اقسمت بقسم ابي قراط

يومها لم اكن اهتم لتلك الكلمات الصادرة من الافواه فقط ولم اكن ادرك معناها تمام الادراك

حتى وقعت في هذا الموقف

كانت تجربتي الاولى وكان الغرور والكبر يختبئان وراء اللباس اللذي ارتديه

وكنت الملك الامر الناهي في غرفة من اربعة جدران عرشها سرير عليه مريضة وخدمي طلاب قد يصبحون احسن مني يوما

فمن يدري

انتهت العملية وخرجت لاستريح وما ان بدلت ملابسي فاذا بنداء من الادارة

مااللذي فعلته ايها الطبيب كان السؤال الاول ..... خيرا انشاء الله و كانت تلك اجابتي الاولى

لقد قمت بجراحة تنظيرية والمفروض ان تقوم فقط بالتنظير دون الجراحة



))

الحقيقة

انني واثناء العملية احسست بشيء ما فعلتله لكن لا ادري ما هو وخصوصا نظرات

الاستغراب التي كانت تبدو على بعض المرضين القدماء ذوي الخبرة((



أجبت مستفهما

لم يخطر ببالي ذلك لقد تعودت على ذلك في عملي السابق والان يبدو انني ساعتاد على شيء اخر عندكم

ثم قال مغيرا لهجته و مستلطفا يادكتور هذا مستشفى خاص عليه مصاريف كبيرة و يجب ان ننتبه الى ادق الامور والا لن نستطيع دفع راتبك

كانت فكرة تهديد لم تعجبني

الا انني قبلت قولا وخرجت اناقش الموضوع مع نفسي

ياسبحان الله جراحة ب 5000 وجراحة تنظيرية ب 10000

طيب ليش ماعملت جراحة تنظيرية من الاول ب 10000 احسن ما بعدين مرة ثانية تدفع ال 10000 فوق ال 5000 يعني المجموع 15000

انها سرقة عيني عينك

انها تجارة رخيصة قذرة بلا ضمير



يالهم من لصوص فعلا انهم لصوص بل سفاحون انهم من اكلة لحوم البشر

ومرت الايام وتكرر نفس الموقف

فقال لي منبها ومعاقبا اخر مرة مع الخصم تم خصم تكاليف الجراحة من راتبي

الا ان الراتب لم يبقى منه شيئا بسبب تكرار مثل تلك الاحداث بل وصرت مطلوبا

كنت استدين ثم طعامي وشرابي من زملائي

لكنني

حصلت على محبة واحترام الجميع ورزقني الله بسمعة طيبة بين الناس فكانوا

يقولون لبعضهم ناصحين ادخلوا عند فلان فهو طبيب جيد وعنده ضمير ويخاف الله

على

الرغم من اني اعمل في بلد محافظ يفضلون فيه الطبيبة على الطبيب الا ان

الحاجة وسمعتي الطيبة اجبرت الناس على ان يتناسوا تلك النقطة

كان

باب العيادة دوما مزدحما وكنت لا اجد وقتا ارتاح فيه بالظهيرة فكنت اطلب

طعاما من مطبخ المستشفى وكانوا يخصمونه من راتبي الذي لم التقي به يوما

وفي كل يوم كان يزداد عدد الزوارو المرضى ليس ذلك وحسب بل ان المريض الذي يزورني لا ينساني ابدا

واشتهرت وعرفت بين الناس

وفي شهر من الاشهر صرت مطلوبا بثلاثة اضعاف الراتب وزارني هذه المرة شرطيان يطلبان مالا للادارة ادارة المستشفى طبعا

كانت تمثيلية غبية من المدير

لم يكن يريد سجني وانما كان يريد تخويفي بالدين كي انصاع لمايريد واسير على منهجه القذر

كانت استقامتي تقهره وخوفي من الله يغيظه فقرر ان يخدعني كغيري ممن سبقوني مغترا بذكاءه

لكنني انفعلت في تلك اللحظة ونسيت كل شيء نسيت الاخلاق ونسيت العلم ونسيت الانسانية وخرج وحش الغضب

فصرخت موبخا الشرطيين وشاتما لاعنا قذارتهم مستفزا اياهم الى درجة لاتوصف فما كان منهم الا و ان وضعوا السلاسل في يدي

وصفدت بالاغلال وخرجت امام الناس من مرضى وممرضين واطباء وكانني نعجة مساقة الى المسلخ

تدخل عندها المدير وقال لا لا نحن لانريد حبسه خلاص انا سادفع عنه المبلغ اتركوه هيا اذهبوا وشانكم

الا انني لم اتحمل تلك التمثيلية القذرة لقد كان يريد اذلالي

ودون ان ادري قلت عبارة (( فشرت يا كلب )) كلا اعتقلوني فانا مجرد كلب بن كلب لاني قبلت العمل مع هذا الكلب

كنت في كل مرة اشتم فيها واغضب يزداد الموقف تعقيدا ويزداد مدير المستشفى خجلا واحمرارا في الوجه وارتباكا لا ادري لماذا

الا انني كنت ازداد قوة جائتني قوة عارمة من حيث لا ادري

وبدات اشتم والعن وهو يحاول ان يهدأ من روعي ولكن بلا جدوى

ازداد الموقف تعقيدا تدخل زملائي وقالوا نحن سندفع عنه الا انني رفضت وصرخت هيا خلصوني اريد الذهاب الى قسم الشرطة بسرعة

هيا بسرعة اريد ان انام فانا لم انم منذ زمن بعيد هيا اسحبوني ........اسحبوني هيا يا كلاب ......... يا كلاب هيا

يتبع في الجزء الثاني