حرمة الدماء في خطبة الوداع
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حرمة الدماء في خطبة الوداع
حرمة الدماء
في خطبة الوداع
في خطبة الوداع
وآذن شهر شوال ـ الشهر الأول منأشهر الحج ـ بالرحيل ، ليهل علينا ذو القعدة ـ شهر الحج الثاني ، ليحمللنا معه ذكريات غالية تطل علينا من ثنايا حجة الرسول صلي الله عليه وسلم ،تضيء لنا الطريق ونحن في مسيرتنا إلي الله ، في صورة مبادئ دستورية سماويةلم يعرف لها التاريخ الإنساني مثيلا من قبل .
ففى السنة العاشرة من الهجرة ، وفى حجة رسول الله صلي الله عليه وسلم تلكالتى تسمى حجة الوداع ، خطب رسول الله صلي الله عليه وسلم بعد أن حمد اللهعز وجل بما هو أهله فقال :
" أيها الناس : َإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْعَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِيشَهْرِكُمْ هَذَا وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَسَيَسْأَلُكُمْ عَنْأَعْمَالِكُمْ أَلا فَلا تَرْجِعُوا بَعْدِي ضُلالا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْرِقَابَ بَعْضٍ أَلا لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَلَعَلَّ بَعْضَمَنْ يُبَلَّغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ "( )
في موقف تاريخي خالد ، وفي يوم من أيام الله المحرمة ، وفي ساحة عرفاتالمطهرة ، في حجة الوداع ركب رسول لله صلي الله عليه وسلم ناقته القصواء ،وهتف في الجموع الحاشدة التي تحيط به ، يبلغ الناس وحي الله سبحانه وتعاليويلقي إليهم دستور الحياة ، في آخر لقاء مع أضخم حشد من جموع المؤمنين ،فقد حرص صلي الله عليه وسلم علي أن يوصيهم وصيته الجامعة ، فلعله لايلقاهم بعد عامم ذاك ... وقد حدث .
لقد أحس صلي الله عليه وسلم بدنو أجله ، بل إن بعض الصحابة رضوان اللهعليهم استشعروا ذلك ، روي الأئمة عن طارق بن شهاب قال : جاء رجل من اليهودإلى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فقال : يا أمير المؤمنين : آية في كتابكمتقرؤونها ، لو علينا نزلت ، معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا ، قال:وأي آية ؟ قال : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا " ( )
فقال عمر: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه ، والمكان الذي نزلت فيه ، نزلتعلى رسول الله صلي الله عليه وسلم بعرفة في يوم جمعة. ( )
ولقد جمعت تلك الخطبة الجامعة أصول الدين ، وقواعد البر ، ومنهج السلوك ، ونظمت علاقة الإنسان بربه ونفسه والمجتمع الذي يعيش فيه .
ولنقترب الآن من بعض المبادئ الواردة في هذه الخطبة الغالية ، من تلك المبادئ :
الحمد لله ... اسـتفتح الرسول صلي الله عليهوسلم خطبته بالحمد لله ، أقوى أسباب القوة ، وأعظم وسائل الاستعانة بهوالتوكل عليه ، والتوبة من الذنوب ، والتعوذ من شرور النفوس وسيئاتالأعمال ، ففي هذا تخليصٌ للنفس من معوقات الخير ، وإزاحةٌ للعقبات التيتعترض طريق السائر إلي الله ؛ ولهذا فإننا ــ بتوفيق من الله ــ نسير علينفس الطريق ، فنبدأ خطبنا دائما بالحمد لله ، ونطلب منه الاستعانة ، وحسنالتوكل عليه وحده ، إلي آخر ما نبدأ به خطبتنا دائما ، وقد ورد في الأثر :" إنما تنصرون بذنوب أعدائكم "
ومعني هذا أن الذنوب هي أشد عوامل الضعف التي تأكل في كيان أي مجتمع بشري، فإذا تساوي المسلمون وأعداؤهم في الذنوب ، كانت الغلبة في ذلك الوقتللقوة المادية ، الجانب الأقوى هو الذي ينتصر ، وقد قيل :" إن الله ينصرالدولة العادلة ولو كانت كافرة ، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة".
ولهذا كانت الوصية الثانية في خطبة الوداع ، هي الوصية بتقوى الله عز وجلوالحث علي طاعته ، وهما عماد الحياة ، وأقوى العدة علي الأعداء " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ "( ) وفي المقابل يقول عز وجل عن الكفار ، وعن هزيمتهم أمام المسلمين ، مبينا سـبب نصرة الله للطائفة المؤمنة علي الكافرة : "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِاللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " ( )
فإلي كل من يجهل تعاليم الاسلام ، وإلي كل الذين يجبنون عن مواجهة الغرب ،بحجة أنهم متفوقون علينا في السلاح والعتاد ، نذكرهم بقول الله عز وجل : "فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْرَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُبَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " ( ) ولكن شـرط تحقق ذلك ، هو أن تتقوا الله حق تقاته ، فقد قال سبحانه وتعالي : "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْحَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ... " ( ) " ... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْلَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا " ( ) الإخوة الكرام ... في الجزءالذي اقتطعناه من خطبة الوداع ، يقرر الرسول صلي الله عليه وسلم مبدأ هامامن مبادئ السلام ، هو حرمة الدماء والأموال ، فكل المسلم علي المسلم حرام، دمه وماله وعرضه ، ولقد نهي الإسلام أشد النهي عن قتل النفس بغير الحق ،وجعل جزاء القاتل الخلود في النار ، قال سبحانه وتعالي :" وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًافِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًاعَظِيمًا " ( )
والقتل جريمة نكراء ، يهتز لها عرش الرحمن ، وتضطرب منها الدنيا ، ففي الحديث الشربف : " لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ " ( ) إندم رجل مسلم واحد أغلا عند الله سبحانه وتعالي من الدنيا وما فيها ، أوجههذا الكلام للذين استأجرتهم الصهيونية واستعملهم الأمريكان ، لقد استأجرواالبعض من ساقطي الهمة من المنتسبين للإسلام بالبطاقة ، ومن العملاءومحترفي الإجرام ، استأجروا المسلمين لضرب المسلمين ... يغرون صغارهمبالدولار ، ويلوحون لكبارهم بأحلام الرئاسة ، مع التشويش طوال الوقت عليالإسلام والمسلمين الحقيقيين .
وخير مثال واقعي علي ذلك ما يطالعنا به الواقع المر من مد شيعي خبيث ،تستخدمه القوي الكافرة في ضرب أهل السنة في بلاد المسلمين ، بقصد الترويجللعقائد الشيعية الفاسدة والمبادئ الهدامة في صفوف الأمة الإسلامية ،وتطبيقا لذلك المخطط الماكر نجد مثلا التطبيل والتزمير لحزب الله الشيعيولانتصاراته الوهمية علي اسرائيل ، حتي إن الإنسان ليتساءل : ولماذا كلهذه المحاولات اليائسة والمخجلة لصنع ابطال من دخان ؟
فإذا كانت الحجة في الإجابة عن التساؤل هي تعطش العرب والمسلمين لأيانتصار مهما كان صغيرا ، لعله يعيد لهم بعض مجدهم الذي ضيعوه ، حتى لو كانذلك النصر على يد الملحدين والطواغيت ، بدون التمحيص في عقيدةِ أو مبدأ أوهدفِ من يحقق لهم ذلك الانتصار، وان كان سيجلب عليهم من المصائب أضعافَ ماهم فيه!!
فإزاء مثل هذه الحجة فأني اتسائل : إن هنالك علي أرض الرافدين بالعراق(حيث نساها العرب والمسلمون) هنالك أسود ليسوا من دخان ، وأبطال ليسوا منورق ، وشجعان ليسوا بعملاء ، وموحدون لا يسجدون لغير الله ، هناك حيثالحرب الحقيقية التي لا ترحم ، وهناك حيث النار لا تضحك ، وحيث الموت لايغيب ، هنالك تجد مصانع للأبطال الحقيقيين ، وهناك تجد الرجولة قد تجسدت ،وهناك حيث مُرِّغ أنف السلطة الأمريكية وكلابِها في التراب ، هنالك حيثيكون الرجال رجالا ، هنالك يستطيع العرب والمسلمون ان يجدوا ما يبحثون عنهمن مجد تليد ، ووعد صادق ، وأمطار حتى في عز الصيف تنهمر فتغيث كلَّ عطشان، وتشبع كلَّ جائع ، فلماذا يتناسون ذلك العز؟؟ لماذا يستبدلون الغثبالسمين؟ ولماذا يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟
هنالك على أرض الرافدين استطاع المجاهدون أن يسقطوا العشرات من طائراتالعدو بشتى انواعها ، وهناك أصبحت دبابات الأمريكان ، وعربات الهمر،وشاحنات الجنود أهدافا لتدريب المجاهدين ، بل لقد أصبح اصطياد الجنودالأمريكان وقنصهم مسابقات يتسابق فيها أبطال الجماعات الجهادية " ... وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ " ( ) بلأصبح الأطفال يتدربون على بقايا العربات الحربية للأمريكان ويتخذونهاألعابا لهم ، وهنالك حيث أصبحت جثث الأمريكان تُسحل في الشوارع ، وتعلقعلى أعمدة الهواتف جزاءاً لمن يتجرأ على المسلمين فيعتدي عليهم ، وهنالكلا يخلوا شارع في أحياء أهل السنة إلا وقد تجعد من كثرة العبوات الناسفةالتي كمنت للأمريكان في تلك الشوارع ، وهنالك لا تمهر المرأة بالمال أوالمتاع وإنما تمهر برأس أمريكي ، أو بقطعة معدن من إحدى دبابات الامريكانالمدمـَّرة ، أو بغنيمة من أحد معسكرات الأمريكان ، وهنالك أفتى المفتونوشيوخ المساجد بأن من لا يستطيع أن ينحر بدنة .. أضحية أيام العيد لقلةذات اليد فعليه بأحد الجنود الأمريكان ولينحره ولسوف يجزيه ذلك.
وهناك حيث تشم رائحة الجنة وتستنشق عبيرها ، فتضيع منك الخطوات ، وتغيبعنك الرغبات فلا تكاد تشتاق لسواها، وهنالك تجد جدران البيوت قد خط عليها" غدا نلقى الأحبة محمدا وصحبه " ، وهنالك ترى لافتات الشهداء بيضاءكوجوههم النقية وقد كتب عليها " نزف اليكم بشرى استشهاد البطل فلان ..."وكأنها دعوة لعرس لا مأتمٌ للعزاء ، وهناك ترى العزةَ بلا مواربة ،والكرامةَ بلا تخاذل ، والجهادَ بلا رياء .
فاين أولئك الباحثون عن العزة من هؤلاء المجاهدين ؟ أين أجهزة الإعلامالتي تكتفي بترديد ما يلقي إليها من الصهاينة ترديد الببغاوات ؟ وتجبن عننشر هذه الوقائع ؟ لماذا يحجبون هذا الفخار عن شعوبهم ؟ وأين القنواتالفضائية التي ينفق عليها الملايين لإفساد الأمة ، أين هي من هذهالانتصارات الحقيقية الحية علي أرض الواقع ؟ أين ضاعوا عنهم ، بل أينضيعهم الشيطان عنهم ؟ وأين من يتعب خيالـه في توهم أبطال من السراب ؟ أينأنتم من أبطالنا التي لو أرادت أن تزيل الجبال لأزالتها بإذن الله ، لايردعها بُعدُ المنال ولا مشقةُ البلوغ ؟ لكن ... " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ". ( )
*** *** ***
إن الذي يحدث ــ علي ساحة الإعلام ــ إنما هو تضليل ما بعده تضليل ، وزيفما بعده من زيف ، وقد انكشفت الحقيقة التي لا أجد عنها محيصا ، وهي أن ملةالشيطان واحدة قولا وفعلا ، فلقد اكتشفنا وللأسف الشديد أن معظم وسائلالإعلام ، وكثيرا من الشعوب العربية والإسلامية مستعدةً لمناصرة كلِّالتيارات والأصناف والمذاهب والملل ، إلا أنها غير مستعدة لمناصرةالمجاهدين الموحدين الصادقين!!!
فهم مستعدون لمناصرة الشيعة ( أمثال حزب الله ) رغم علمهم بما يكنه الشيعةتجاههم من حقد ومكر وخديعة ، ورغم علمهم بأنهم أصحاب مخططات أقل ما يقالعنها أنها تخدم المصالح الفارسية المجوسية .
وهم مستعدون لمناصرة البعثيين ( كبشار الأسد و صدام حسين سابقا ) رغم علمهم ببطلان عقيدة البعثيين وضلالة افكارهم .
بل ومستعدون لمناصرة الشيوعيين والملحدين ( أمثال جورج حبش وغيره ) رغم معرفتهم بكفرهم وبإلحادهم.
وخطهم الأحمر في كل ذلك كله ، هو في عدم النصرة للمجاهدين ذوي الالتزامالحقيقي ، والعقيدة الصادقة ، الذين ما شهد التاريخ الحديث مثلَهم ...أناس صادقون في جهادهم ، مخلصون في قضيتهم ، مضحون في سبيل غيرهم . ( )وإنا لله وإنا إليه راجعون .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .
(جميع الحقوق متاحة لكافة المسلمين بمختلف الوسائل غير الربحية فإنها تحتاج إلي تصريح كتابي )
رد: حرمة الدماء في خطبة الوداع
شكرا لك اخي تميزت
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
A Sniper.Man- ...::|مراقب عام|::...
- الْعُمْر : 30
الجنس :
الْمَشِارَكِات : 1414
بلدي :
الْنِّقَاط : 16966
السٌّمعَة : 0
رد: حرمة الدماء في خطبة الوداع
مششكور الله يعطيك الع ـ آفيه
Design-sasuke- ღ عضو ღ v I p
- الْعُمْر : 32
الجنس :
الْمَشِارَكِات : 8432
بلدي :
الْنِّقَاط : 29435
السٌّمعَة : 0
Design-sasuke- ღ عضو ღ v I p
- الْعُمْر : 32
الجنس :
الْمَشِارَكِات : 8432
بلدي :
الْنِّقَاط : 29435
السٌّمعَة : 0
رد: حرمة الدماء في خطبة الوداع
شكرا لك على الموضوع المميز
Sifou- ღ عضو ღ v I p
- الْعُمْر : 30
الجنس :
الْمَشِارَكِات : 4649
بلدي :
الْنِّقَاط : 20571
السٌّمعَة : 0
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى