العراق أنا

العراق أنا


الـلـفـظُ كـالـشمس تنويرٌ وإحراقُ
والـعـقـلُ فـي الحق كالأمعاء لافظةً
إنّـا مـن الـعـقـل أنّـا من منابعه
إنّـا مـلـكـنـا عـقـولا لم تظلّلها
نـحـنُ الـمـعارف والآدابُ جوهرنا
مـنـذ الصبا صُبغتْ بالحبر منضدتي
واكـتـظّ ثـغـري فـبات اللفظ قافية
الـعـلـمُ يـطـلبني والنور يُرشدني
مـثـل الـعجينة صار الحرف نمضغه
مـا كـان شعري على الأفواه منقبضاً
مـا طـالـت الـريحُ يوماً من معارفنا
تـروي لأروقـة الأفـلاك مـسـمعةً
فـابـحثْ عن النور حين الليل منبسطٌ
مـا قـلـت انّـا هـبـاءً أو مـبالغة
قـد طـاف مـنّي إلى الظلماء واهجة
لـم تـهـفُ فـيـنا الى التسليم نائبة ٌ
لـم يـدن مـنّـا لـفيض الشعر قائله
نـحـنُ الـحروف وخيط العلم نغزله
مـا كـان شـعـري كشعرٍ هام سامعه
إنّـي مـن الأرض تـربـانٌ ومعدنه
إن مـتّ يـومـاً فـذكري حين تطلبه
مـا كان قبري تراب الأرض إذ حكمت
مـن الـعـراق أنـا , يا سائلي , وأنا
مـن الـعـراق ولـيـد والعلا سُنني
مـن الـعـراق فـتـاه والهدى قيمي
أنـا الـعـراقُ وشعري طاف محتضناً
أنـا الـعـراقُ ونـهـري في مناسبه
أنـا الـعـراقُ وعـلـمـي لا يطاوله
أنـا ابـن دجـلـة لحمي من غذوبتها
أنـا ابـن دجـلـة مـا جفّت مناسبها
أنـا الـفـراتُ ومـائـي طال آخره
أنـا الـفـرات وسـيـلـي لا يسابقه
أنـا الـفـراتُ ونـخـلي في مرابعه
هـذا الـعـراقُ بـه الـهامات مقمرة
أنـت الـكـتـابـة والأمجاد تحفرها
فـيـك الـمـضايف لم تُطفأ مشاعلها
مـنْ عـدّ خـيـرك لم تسعفه حاسبةٌ
مـا هـزّ نـخـلـك والأقدار مفزعة
مـا بـاتـت الـخـيلُ إلا فوقها شيم
لـم تـرضـع الأمّ مـن نهريك مبتذلاً
لـم تـعـلُ مـثـلك في الأيام فاجعة
هـي الـمـصـائبُ للأبرار حاضرة
لـم تـعـلُ فـيك عراق الفجر ضائقة
أنـت الـصـمود عراق الفخر ممتحناً
الـصـابـرون غـدت أحـلامهم أملاً
يـعـلـو العراقُ شموخاً والشموخ به
يـبـقـى الـعـراق تـقيّاً واحداً علماً
يـبـقـى العراق عزيزاً والعِدى شطط
حـيـن اسـتـجـارك منكوب لحاجته
كـونـي الـعـراق فلم تفتحْ مداخلهم
إلا الـقـلـيـل وكـان الـشر يتبعني
لـم تـبـق أرضٌ ولا بـحـرٌ ولا بلدٌ
مـا كـنـت تـاركـها والله من بطر
لـم يُـبـق مـنـا سليلا أو ذوي رحم
يـا صـانـع الـصـبر أنواطاً يعلقها
حـبّـي الـيـك مـن الـتلقيح مرتسم
دمـعـي عـلـيـك فشوقي كاد يقتلني
مـاذا يـقـول إلـى بـغـداد مغترب
فـكـم لـبـغـداد روحـي ذاقـها ألم
مـاذا أقـول إلـى بـغـداد حاضرتي
قـلـبـي يـتـوق إلى أربيل معترجاً
فـي الـنـاصـريّـة لـلأنبار يجمعنا
أرض الـعـراق فـمن بغداد مربطها
فـي الأعـظميّة يزهو الجسرُ مرتبطا
لـلـفـاو طـوقٌ إلـى زاخـو يعانقه
الـخـالصُ الحرُّ يحوي عِطرَ ساقيتي
يـا بـصـرة الـشعر يا مكنونة ملكت
أنـت الـتـآخـي أيا كركوك محتضنا
بـغـداد أنـشـد حـيـن البعد يثقلني
أنـا الـعـراقُ وجـرحـي لن يضمّده
أنـا الـعـراقُ ومـثـلـي لن يسابقه
فـيـنـا الـعـوالي وقد بانت مكارمنا
لـم نـغـمض العين إن مُسّت مرابعنا
فـيـنـا الـعراق فلم تضعف عزائمنا
مـا نـام مـنّـا سـقـيمٌ عند واجعة
أرض الـتـقـاة فهل طاوعت مظلمة
أرض الـرسـالات والإسـلام مذهبها
كـم سـال فـيك عراق الصّابرين دمٌ
فـيـك الـمـشـانـق للأحرار توئمة
فـاكـتـظّت الأرض بالأشلاء ناطقة ً
أخـي الـشـهـيد وأرض الرافدين به
أخـي الـشـهيد ويحيا في العراق فما
أخـي الـشـهـيد وأرض العزّ مكمنه
جـرح الـشـهـيـد نديٌّ حين نلمسه
عـذرا بـلادي فـلـم أ ُسعف بقافيتي

مشششكور الله يعطيك الع ـآفيه