شركة اوريجينال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجن وصفاتهم وسبل الوقاية من شرهم

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

الجن وصفاتهم وسبل الوقاية من شرهم    Empty الجن وصفاتهم وسبل الوقاية من شرهم

مُساهمة من طرف وهج النار الإثنين أغسطس 09, 2010 10:16 pm

الجن وصفاتهم وسبل الوقاية
من شرهم





العنوان الجن وصفاتهم وسبل الوقاية من
شرهم
المؤلف د. عبد الحميد بن عبد الرحمن السحيباني
نبذه عن الكتاب
قال
المؤلف:
فإن من أهم الموضوعات التي لابد للمسلم أن يعرفها بجلاء, موضوع المخلوق
المقابل للإنس، وهو الجن، ذلك المخلوق العجيب الذي امتلئت بذكره آيات القرآن،
ودواوين السنة الشريفة، وتحدث عنهم أئمة الإسلام في مصنفاتهم الكثيرة.
ولأجل تلك
المساحة الواسعة التي تركها موضوعها الجن في الكتاب والسنة، ودواوين الإسلام
الكثيرة رأيت أن من الأهمية بمكان أن أفرد مصنفًا مختصرًا يعرف بهم، ويذكر صفاتهم،
ويبين خيرهم وشرهم، والوسائل التي تعين على اتقاء شرهم، لا سيما في هذا الزمان الذي
عم فيه الجهل، وكثر فيه الاتصال بالسحرة والكهان الذين يأخذون من كفرة الجن ليضلوا
ويُضلوا.
كما أن في الحديث عنهم إرشادًا وتنبيهًا لما أصيب به كثير من الناس في
زماننا هذا من تسلط كفرة الجن عليهم بالصرع، ليعلم هؤلاء المصابون بهذا الأمر أنه
ابتلاء واختبار، وأن من أصيب بذلك فصبر كان جزاؤه الجنة؛ كما ورد ذلك في قصة المرأة
التي كانت تصرع.
والموضوع له دقائق وخفايا مبثوثة في الكتب، لا تعرف إلا عن طريق
كثرة النظر والتدقيق، وقد حاولت قدر جهدي استخراج ذلك في هذا المؤلف الصغير، وقسمت
الموضوع إلى أربعة أمور رئيسة، وجعلت تحتها من الفروع ما توصلت إليه من العلوم
المبثوثة في كتب أهل الإسلام، وهذه الأمور هي:
1- التعريف بهم مع الشرح
والبيان.
2- ذكر صفاتهم.
3- بيان إيذاء الجن للإنس وكيفية ذلك.
4- سبل
الوقاية من شرهم.



حكم الإيمان بوجود الجن

إن قال قائل: وما
حكم الإيمان والاعتراف بوجود الجن؟ وهل على من أنكر وجودهم ذنب؟
فالجواب أن
يقال: قد دل الكتاب العزيز والسنة المطهرة على وجودهم – كما سيأتي- ودل عليه كذلك
الإجماع، وعليه فإنه لا يجوز لأي أحد من الناس إنكارهم، ولذا قال جمع من أهل العلم:
إنه يكفر من أنكرهم، ففي كتاب «الفصل في الملل والأهواء والنحل»([1]) لابن حزم
قوله: «وأجمع المسلمون كلهم على ذلك – أي على وجود الجن وأنهم خلق من خلق الله –
نعم والنصارى والمجوس والصابئون وأكثر اليهود حاشا السامرة فقط، فمن أنكر الجن أو
تأول فيهم تأويلاً يخرجهم به عن هذا الظاهر, فهو كافر مشرك حلال الدم
والمال».
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «لم يخالف أحد من طوائف المسلمين في وجود
الجن، ولا في أن الله أرسل محمدًا r إليهم، وجمهور طوائف الكفار على إثبات الجن،
أما أهل الكتاب من اليهود والنصارى فهم مقرون بهم كإقرار المسلمين، وإن وجد فيهم من
ينكر ذلك كما يوجد في طوائف المسلمين كالجمهية والمعتزلة من ينكر ذلك، وإن كان
جمهور الطائفة وأئمتها مقرين بذلك؛ وهذا لأن وجود الجن تواترت به أخبار الأنبياء
تواترًا معلومًا بالاضطرار، ومعلوم بالاضطرار أنهم أحياء عقلاء فاعلون بالإرادة، بل
مأمورون منهيون، ليسوا صفات وأعراضًا قائمة بالإنسان أو غيره كما يزعم بعض
الملاحدة، فلما كان أمر الجن متواترًا عن الأنبياء تواترًا ظاهرًا، تعرفه العامة
والخاصة لم يمكن طائفة كبيرة من الطوائف المؤمنين بالرسل أن تنكرهم، كما لم يمكن
لطائفة كبيرة من الطوائف المؤمنين بالرسل إنكار الملائكة، ولا إنكار معاد الأبدان،
ولا إنكار عبادة الله وحده لا شريك له، ولا إنكار أن يرسل الله رسولاً من الإنس إلى
خلقه، ونحو ذلك مما تواترت به الأخبار عن الأنبياء تواترًا تعرفه العامة والخاصة،
كما تواتر عند العامة والخاصة مجيء موسى إلى فرعون، وغرق فرعون، ومجيء المسيح إلى
اليهود وعداوتهم له، وظهور محمد r بمكة وهجرته إلى المدينة، ومجيئه بالقرآن
والشرائع الظاهرة، وجنس الآيات الخارقة التي ظهرت على يديه، كتكثير الطعام والشراب،
والإخبار بالغيوب الماضية والمستقبلة التي لا يعلمها بشر إلا بإعلام الله وغير ذلك
([2]).


([1]) (5/12).
([2]) «مجموع الفتاوى» (19/10، 11).
صفات
الجن

إن الناظر في عالم الجن الكبير لا يمكنه معرفتهم معرفة جيدة حتى يدرس
أوصافهم التي وردت في الكتاب العزيز وفي السنة الصحيحة، ولذا كان لابد من الحديث عن
أوصافهم بوضوح، وأنا مبين ذلك في الأمور التالية:
1- أنهم خلقوا من نار، قال
الله عز وجل: {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ}([1])،
وقال: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ}([2]).
وأخرج مسلم في كتاب
الزهد والرقاق من صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله r: «خلقت
الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم».
2- أنهم
أقدم خلقًا من الإنس، قال الألوسي في تفسيره «روح المعاني»([3]) عند قوله تعالى:
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ}([4]): «وتقديم
الجن؛ لأنهم أعرف من الإنس، وأكثر عددًا، وأقدم خلقًا».
3- أنهم يأكلون ويشربون،
ودليل ذلك ما ثبت في صحيح مسلم في كتاب الأشربة من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن
رسول الله r قال: «إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن
الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله». وثبت في سنن أبي داود، كتاب الطهارة، عن ابن
مسعود t قال: «قدم وفد الجن على النبي r فقالوا: يا محمد، انهَ أمتك أن يستنجوا
بعظم أو روثة أو حممة، فإن الله تعالى جعل لنا فيها رزقًا، فنهى النبي r عن ذلك».
والحممة: الفحمة.
وقد قيل: إن طعام المؤمنين منهم ما ذكر اسم الله عليه، وطعام
الكفار ما لم يذكر اسم الله عليه، قاله عماد الدين العامري في كتابه «بهجة
المحافل».
وقال ابن عبد البر معلقًا على ما ذكر في السنة من أن طعام الجن العظم
والروثة، وشرابهم الجدف، وهي الرغوة والزبد , هذه أشياء لا تدرك بعقل، ولا تقاس على
أصل، وإنما فيه التسليم لمن آتاه الله من العلم ما لم يؤتنا وهو نبينا r وقال:
«ويحتمل أن الجن كلهم يأكلون ويشربون ويحتمل أن يكون بعضهم»([5]).
وجاء في شرح
الزرقاني: وقال ابن العربي: «من نفى عن الجن الأكل والشرب فقد وقع في حبالة إلحاد
وعدم رشاد، بل الشيطان وجميع الجان يأكلون ويشربون وينكحون ويولد لهم، ويموتون،
وذلك جائز عقلاً، وورد به الشرع، وتظافرت به الأخبار فلا يخرج عن هذا المضمار إلى
حمار، ومن زعم أن أكلهم شم فما شم رائحة العلم، وقال صاحب آكام المرجان: «العمومات
تقتضي أن كل أصناف الجن يأكلون ويشربون». اهـ.
4- أنهم يتناكحون ويتناسلون، ولهم
ذرية.
قال الله تعالى: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ
دُونِي}([6])، قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: «وذرية إبليس: الشياطين الذين
يغرون بني آدم»([7])، وأخرج بسنده عن مجاهد {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ
أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي} قال: ذريته: هم الشياطين»([8]).
ومما يستدل به على أن
الجن يتناكحون ويتناسلون ما ثبت في الصحيحين وسنن الترمذي والنسائي وابن ماجه
والدارمي وأبي داود، عن أنس بن مالك t قال: كان رسول الله r إذا دخل الخلاء قال:
«اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث» قال في «عون المعبود شرح سنن أبي
داود»([9]): «قال الخطابي: الخبث الشياطين وإناثهم الخبث بضم الباء جماعة الخبيث،
والخبائث جمع خبيثة، يريد ذكران الشياطين وإناثهم». اهـ.
وإن قال قائل: هل يمكن
التناكح بين الإنس والجن؟

قيل: الجواب ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله:
«وقد يتناكح الإنس والجن، ويولد بينهما ولد، وهذا كثير معروف»([10]). اهـ. قلت:
ويمكن الاستدلال على ذلك بقوله تعالى عن الحور: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ
لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ}([11])، قال ابن الجوزي في «زاد
المسير»([12]). «وفي الآية دليل على أن الجني يغشى المرأة كالإنسي». اهـ.
5- أنه
يرحم بعضهم بعضًا.
ودليل ذلك ما أخرجه مسلم في كتاب التوبة من صحيحة عن أبي
هريرة t عن النبي r قال: «إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس
والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها وأخر
الله تسعًا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة».
6- أنهم مكلفون.
قال
الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ
مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللهَ هُوَ
الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}([13]).

قال ابن القيم يرحمه الله:
«أخبر سبحانه أنه إنما خلقهم للعبادة، وكذلك إنما أرسل إليهم رسله، وأنزل عليهم
كتبه ليعبدوه، فالعبادة هي الغاية التي خلقوا لها، ولم يخلقوا لمجرد الترك فإنه أمر
عدمي لا كمال فيه من حيث هو عدم، بخلاف امتثال المأمور؛ فإنه أمر وجودي، مطلوب
الحصول»([14]). ا هـ.
وثبت في سنن الترمذي من حديث أبي هريرة t أن النبي r قال:
«فضلت على الأنبياء بست» وذكر منها قوله: «وأرسلت إلى الخلق كافة» قال الترمذي: هذا
حديث حسن صحيح.
والمراد من قوله r: «وأرسلت إلى الخلق كافة» أي جنهم وإنسهم كما
أخرج ما يشهد لذلك الدارمي في المقدمة من سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قيل
له: فما فضله على الأنبياء؟ أي النبي r، فقال ابن عباس: قال الله عز وجل: {وَمَا
أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ}([15])، وقال
الله عز وجل لمحمد r: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ}([16]) فأرسله
إلى الجن والإنس. وقال ابن حجر: «وإذا تقرر كونهم مكلفين فهم مكلفون بالتوحيد
وأركان الإسلام وأما ما عداه من الفروع فاختلف فيه لما ثبت من النهي عن الروث
والعظم وأنهما زاد الجن»([17]).

7- أن منهم المسلم والكافر، والصالح
والفاسد.
قال الله تعالى مخبرًا عن الجن قولهم: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ
وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا}([18])، قال البغوي في تفسيره
«معالم التنزيل»([19]): قوله: {وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ} أي دون الصالحين. {كُنَّا
طَرَائِقَ قِدَدًا} أي جماعات متفرقين وأصنافًا مختلفة، والقدة: القطعة من الشيء،
يقال: صار القوم قددًا إذا اختلفت حالاتهم، وأصلها من القد وهو القطع. قال مجاهد:
يعنون: مسلمين وكافرين.
وقيل ذوو أهواء مختلفة. وقال الحسن والسدي: الجن أمثالكم
فمنهم قدرية، ومرجئة ورافضة. وقال ابن كيسان: شيعًا وفرقًا لكل فرقة هوى كأهواء
الناس. وقال سعيد بن جبير: ألوانًا شتى، وقال أبو عبيدة: أصنافًا. اهـ.
وقال
سبحانه مخبرًا عنهم كذلك: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ
فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ
فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا}([20])، والقاسطون: الكافرون. ومما يشهد لوجود
المسلمين الصادقين من الجن قوله سبحانه: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ
الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا
قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا
سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ
يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا
دَاعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ
عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي
الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ
مُبِينٍ}([21]).
وهذا فيه إشارة عميقة إلى مدى التأثر الكبير الذي وقع لهؤلاء
المؤمنين من الجن بالقرآن الذي استمعوا إليه، ويكشف عن تلك الميزة العظيمة التي
اتسموا بها، عندما أصبحوا دعاة لقومهم إلى الإيمان والإسلام، وهي لحظات تجلب للقلب
الخشوع واليقين، وفي الوقت نفسه تنذر وتهدد كل معرض عن القرآن والإيمان به أنه إن
لم يخضع لخطاب هذا الكتاب، ويستسلم لمنزله فليس له جزاء إلا النار، وبئس القرار:
{وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا}([22])، وهي
كذلك تحفز نفوس المؤمنين إلى الجد في تبليغ الإسلام، ودعوته إلى الناس: {وَمَنْ
أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي
مِنَ الْمُسْلِمِينَ}([23]).
ومما يستدل به كذلك على أن من الجن مسلمين مؤمنين
ما أخرجه مسلم في كتاب الصلاة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما قرأ رسول الله r
على الجن وما رآهم. انطلق رسول الله r في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ
([24])، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء. وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين
إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب.
قالوا: ما ذاك إلا من شيء حدث. فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها. فمر النفر الذين
أخذوا نحو تهامة، وهو بنخل ([25])، عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة
الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له. وقالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء.
فرجعوا إلى قومهم، فقالوا: يا قومنا! إنا سمعنا قرآنا عجبًا يهدي إلى الرشد فآمنا
به ولن نشرك بربنا أحدًا. فأنزل الله عز وجل على نبيه محمد r: {قُلْ أُوحِيَ
إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ}.
ومما يستدل به كذلك على وجود
المسلمين من الجن ما أخرجه مسلم كذلك في كتاب التفسير من صحيحه عن عبد الله ([26]):
{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ}([27])
قال: كان نفر من الإنس يعبدون نفرًا من الجن، فأسلم النفر من الجن، واستمسك الإنس
بعبادتهم، فنزلت: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ
الْوَسِيلَةَ}.

وللمسلمين من الجن أعمال طيبة، وأفعال حسنة مثل ما ورد في
شعب الإيمان للبيهقي أنهم يأمرون بالخير، ويكفون عن الكذب والشر، ومثل ما جاء في
معجم الطبراني الكبير أن منهم من ينبه العبد إلى التوحيد ويحذره من الشرك ([28])،
ومثل ما جاء في مسند البزار أن منهم من يصلي مع المؤمن إذا صلى، ويقرأ بقراءته
ويستمع إليه([29])، ونحو ما ورد من بكاء نفر منهم على قتل عمر كما في مصنف ابن أبي
شيبة([30])، والسنة للخلال([31])، وبكائهم كذلك على قتل عثمان كما في السنة للخلال
كذلك([32]) وبكائهم على قتل الحسين([33]).
وإن قال قائل: هل في الجن من يعد
صحابيًا؟
فيقال له: قال ابن حجر وهو يتحدث عن قول البخاري في تفسير الصحابي بأنه
من صحب النبي r أو رآه من المسلمين: «وهل يختص ذلك بجميع بني آدم أو يعم غيرهم من
العقلاء؟ محل نظر، أما الجن فالراجح دخولهم لأن النبي r بعث إليهم قطعًا، وهم
مكلفون، فيهم العصاة والطائعون، فمن عرف اسمه منهم لا ينبغي التردد في ذكره في
الصحابة وإن كان ابن الأثير عاب على أبي موسى ([34]) فلم يستند في ذلك إلى
حجة»([35]) اهـ.
8- محاولة الشياطين منهم استراق السمع ليعينوا من يطيعهم من
شياطين الإنس من السحرة وغيرهم.
ويشهد لذلك ما أخرجه مسلم في كتاب السلام من
صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: أخبرني رجل من أصحاب النبي r من
الأنصار أنهم بينما هم جلوس ليلةً مع رسول الله r رمي بنجم فاستنار، فقال لهم رسول
الله r: «ماذا كنتم تقولون في الجاهلية، إذا رمي بمثل هذا؟ قالوا: الله ورسوله
أعلم. كنا نقول: ولد الليل رجل عظيم، ومات رجل عظيم. فقال رسول الله r: فإنها لا
يرمى بها لموت أحد ولا لحياته. ولكن ربنا تبارك وتعالى اسمه إذا قضى أمرًا سبح حملة
العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا، ثم
قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم ماذا قال. قال:
فيستخبر بعض أهل السموات بعضًا حتى يبلغ الخبر هذه السماء الدنيا فتخطف الجن السمع،
فيقذون إلى أوليائهم، ويرمون به، فما جاءوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يقرفون فيه
ويزيدون».

قال النووي: ومعنى يقرفون: يخلطون فيه الكذب. والشاهد قوله: فتخطف
الجن السمع، فيقذفون إلى أوليائهم، ويرمون به، ويوضح ذلك رواية أخرى في كتاب السلام
كذلك من صحيح مسلم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سأل أناس رسول الله r عن الكهان؟
فقال لهم رسول الله r: «ليسوا بشيء» قالوا: يا رسول الله! فإنهم يحدثون أحيانًا
الشيء يكون حقًا، قال رسول الله r: «تلك الكلمة من الجن، يخطفها الجني، فيقرها في
أذن وليه قر الدجاجة، فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة».
قال الخطابي وغيره:
معناه أن الجني يقذف الكلمة إلى وليه الكاهن فتسمعها الشياطين، كما تؤذن الدجاجة
بصوتها صواحباتها فتتجاوب. اهـ.
وفي هذا دليل على تحريم الكهانة وإتيان الكهان
وحث على منع ذلك كما قال الماوردي في الأحكام السلطانية: «ويمنع المحتسب الناس من
التكسب بالكهانة واللهو ويؤدب عليه الآخذ والمعطي». اهـ.
9- أن الشياطين منهم من
يكذب الكذب العظيم، وقد دل على ذلك الحديثان السابقان.
10- أن المردة منهم يشدون
ويوثقون بالأغلال عند دخول رمضان بحيث لا يخلصون من افتتان المسلمين إلى ما يخلصون
إليه في غيره لاشتغالهم بالصيام الذي فيه قمع الشهوات، وبقراءة القرآن
والذكر([36])، ويشهد لذلك ما أخرجه الترمذي في كتاب الصوم من سننه عن أبي هريرة t
قال: قال رسول الله r: «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن،
وغلقت أبواب النار، فلم تفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب،
وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار» هذا
لفظ الترمذي، ورواه بنحوه البخاري ومسلم. قال في «تحفة الأحوذي»([37]): «وأما ما
يوجد خلاف ذلك في بعضهم فإنها تأثيرات من تسويلات الشياطين أغرقت في عمق تلك النفوس
وباضت في رءوسها». اهـ.
11- أنهم لا يعلمون الغيب كغيرهم من المخلوقين.
قال
الله تعالى عند ذكر موت نبيه سليمان عليه الصلاة والسلام: {فَلَمَّا قَضَيْنَا
عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ
مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ}([38]).
قال القرطبي: «قيل
كان رؤساء الجن سبعة، وكانوا منقادين لسليمان u وكان داود u أسس بيت المقدس، فلما
مات أوصى إلى سليمان في إتمام مسجد بيت المقدس، فأمر سليمان الجن به، فلما دنت
وفاته قال لأهله: لا تخبرهم بموتي حتى يتمنوا بناء المسجد، وكان بقي لإتمامه سنة.
وفي الخبر أن ملك الموت كان صديقه، فسأل عن آية موته، فقال: أن تخرج من موضع سجودك
شجرة يقاتل لها: الخرنوبة، فلم يكن يوم يصبح فيه إلا تنبت في بيت المقدس شجرة،
فيسألها: ما اسمك؟ فتقول الشجرة: اسمي كذا وكذا، فيقول: ولأي شيء أنت؟ فتقول: لكذا
وكذا، فيأمر بها فتقطع، ويغرسها في بستان له، ويأمر بكتب منافعها ومضارها، واسمها
وما تصلح له في الطب، فبينما هو يصلي ذات يوم إذ رأى شجرة نبتت بين يديه، فقال لها:
ما اسمك؟ قالت: الخرنوبة، قال: ولأي شيء أنت؟ قالت: لخراب هذا المسجد، فقال سليمان:
ما كان الله ليخربه وأنا حي، أنت الذي على وجهك هلاكي وهلاك بيت المقدس! فنزعها
وغرسها في حائطه، ثم قال: اللهم عم عن الجن موتي حتى تعلم الإنس أن الجن لا يعلمون
الغيب. وكانت الجن تخبر الإنس أنهم يعلمون من الغيب أشياء، وأنهم يعلمون ما في غد،
ثم لبس كفنه، وتحنط، وخل المحراب، وقام يصلي واتكأ على عصاه على كرسيه، فمات ولم
تعلم الجن إلى أن مضت سنة، وتم بناء المسجد.
قال أبو جعفر النحاس: وهذا أحسن ما
قيل في الآية، ويدل على صحته الحديث المرفوع، روى إبراهيم بن طهمان، عن عطاء بن
السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس عن النبي r قال: «كان نبي الله سليمان بن
داود عليهما السلام إذا صلى رأى شجرة نابتة بين يديه، فيسألها ما اسمك؟ فإن كانت
لغرس غرست، وإن كانت لدواء كتبت، فبينما هو يصلي ذات يوم إذا شجرة نابتة بين يديه،
قال: ما اسمك؟ قالت: الخرنوبة، فقال: لأي شيء أنت؟ فقالت: لخراب هذا البيت، فقال:
اللهم عمِّ عن الجن موتي حتى تعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب، فنحتها عصا،
فتوكأ عليها حولاً لا يعلمون، فسقطت، فعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب، فنظروا
مقدار ذلك، فوجدوه سنة».
وقال القرطبي كذلك: وفي التفسير بالأسانيد الصحاح عن
ابن عباس، قال: أقام سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام حولاً لا يعلم بموته وهو
متكئ على عصاه، والجن منصرفة فيما كان أمرها به، ثم سقط بعد حول، فلما خر تبينت
الإنس أن لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ([39]).
والحديث
أخرجه الحاكم في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
12- أنه يمكن
خروجهم عن أصل خلقتهم التي هي كونهم لا يرون، فيتشكلون ويرون، وفي ذلك وجوه
عديدة:
أ- أتيانهم في صورة بشر، ومما يستدل به على ذلك قوله تعالى: {وَإِذْ
زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ
مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ}([40])، وهذا كان يوم بدر، عندما تمثل إبليس
في صورة رجل، فقال ما قال، وخدع المشركين.
وقصة أبي هريرة t مع الشيطان الذي
جاءه في صورة رجل لما وكله رسول الله r بحفظ زكاة رمضان معروفة معلومة ثابتة في
كتاب الوكالة وغيره من صحيح البخاري.
ب- إتيانهم في صورة الكلب الأسود، ويدل على
ذلك ما أخرجه مسلم في كتاب الصلاة من صحيحه عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر t قال:
قال رسول الله r «إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل،
فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار، والمرأة، والكلب
الأسود» قلت: يا أبا ذر، ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر، من الكلب الأصفر؟
قال: يا ابن أخي، سألت رسول الله r كما سألتني، فقال:« الكلب الأسود شيطان». ورواه
بنحوه الترمذي في كتاب الصلاة من سننه، والنسائي في كتاب القبلة، وأبو داود كذلك في
الصلاة، وابن ماجه في إقامة الصلاة والسنة فيها، وأحمد في مسنده، والدارمي في كتاب
الصلاة من سننه، كلهم من حديث عبد الله ابن الصامت عن أبي ذر.
وهناك ما يدل على
أن الأسود هو اللون الذي اختصت به الجن، وهو ما أخرجه أحمد في مسنده عن أبي ذر t
قال: قال رسول الله r: «أوتيت خمسًا لم يؤتهن نبي كان قبلي، نصرت بالرعب، فيرعب مني
العدو عن مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل
لأحد كان قبلي، وبعثت إلى الأحمر والأسود، وقيل لي: سل تعطه، فاختبأتها شفاعة
لأمتي، وهي نائلة منكم إن شاء الله، من لقي الله عز وجل لا يشرك به شيئًا»، قال
الأعمش – وهو الشاهد هنا -: فكان مجاهد يرى أن الأحمر الإنس، والأسود
الجن.

وفي معجم شيوخ أبي بكر الإسماعيلي: عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: قال
علي بن أبي طالب t: «الجن الكلاب المعينة» وقد قال رسول الله r: «اقتلوا الأسود
البهيم ذا النقطتين فإنه شيطان). قال ابن عبد البر: «وقد قالوا: إن الأسود البهيم
شيطان أي بعيد من المنافع قريب من المضرة والأذى، وهذه أمور لا تدرك بنظر، ولا
يتوصل إليها بقياس، وإنما ينتهى فيها إلى ما جاء عنه r»([41]).
ومال ابن عبد
البر يرحمه الله إلى أنه لا يقتل شيء من الكلاب حتى الأسود إذا لم تضر أحدًا، ولم
تعقر أحدًا؛ لنهيه r أن يتخذ شيء فيه الروح غرضًا، ولأن الأمر بقتل الكلاب منسوخ
بمثل قوله r كما في سنن أبي داود: «خمس من الدواب يقتلن في الحل والحرم».
فذكر
منهن الكلب العقور؛ فخص العقور دون غيره، لأن كل ما يعقر المؤمن ويؤذيه ويقدر عليه
فواجب قتله.
قال: ومن الحجة في ذلك كذلك ترك قتلها في كل الأمصار على اختلاف
الأعصار بعد مالك رحمه الله، وفيهم العلماء والفضلاء ممن يذهب مذهب مالك وغيره، ممن
لا يسامح في شيء من المناكر والمعاصي الظاهرة إلا ويبدر إلى إنكارها، وينبت إلى
تغييرها.
وأما قول من ذهب إلى قتل الأسود منها بأنه شيطان على ما روي في ذلك فلا
حجة فيه؛ لأن الله عز وجل قد سمى من غلب عليه الشر من الإنس والجن شيطانًا بقوله:
{شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ}([42]) ولم يجب بذلك قتله ([43]).
جـ- إتيانهم
في صور الحيات التي تلازم البيوت، ويشهد لذلك ما أخرجه مسلم في كتاب السلام من
صحيحه عن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: «إن بالمدينة نفرًا من الجن قد
أسلموا فمن رأى شيئًا من هذه العوامر فليؤذنه ثلاثًا فإن بدا له بعد فليقتله فإنه
شيطان». والمراد بالعوامر: الحيات التي تلازم البيوت وغالبًا ما تكون من الجن، كما
في مسند أحمد من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله r: «الحيات مسخ الجن».
د-
إتيانهم في صور الهوام؛ وهي الحشرات الضارة، ويدل على ذلك ما أخرجه أبو داود في
كتاب الأدب من حديث أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: «إن الهوام من الجن،
فمن رأى في بيته شيئًا فليحرج عليه ثلاث مرات فإن عاد فليقتله فإنه شيطان».
13-
سرعة الحركة والقدرة على الأعمال الشاقة.
إن عالم الجن عالم عجيب، ومن أشد أوجه
العجب فيهم قدرتهم على سرعة التنقل؛ كما يشهد بذلك قوله سبحانه: {قَالَ عِفْرِيتٌ
مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي
عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ}([44]) حيث تكفل هذا العفريت من الجن بإحضار عرش بلقيس
ملكة سبأ قبل قيام سليمان عليه الصلاة والسلام من مجلسه، وهذا دليل على تحركهم
السريع.
ومن أوجه العجب فيهم كذلك قدرتهم على القيام بالأعمال الشاقة؛ نحو ما
أخبر الله عز وجل به من أن من الجن من يعمل لسليمان r القصور والمحاريب، والجفان
الواسعة للطعام، وحياض الماء الكبيرة ونحوها؛ كما قال جل شأنه: {يَعْمَلُونَ لَهُ
مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ
رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ
الشَّكُورُ}([45]).




* * * *



([1]) سورة الحجر:
27.
([2]) سورة الرحمن: 15. وانظر «الإحكام» لابن حزم (2/166).
([3])
(9/119).
([4]) سورة الأعراف: 179.
([5]) «التمهيد» (11/116).
([6]) سورة
الكهف: 50.
([7]) «جامع البيان» (8/237).
([8]) المرجع السابق.
([9])
للإمام العظيم آبادي (1/12)، وانظر «فيض القدير» للمناوي (1/99).
([10]) «مجموع
الفتاوى» (19/39)، وانظر «حاشية ابن القيم» (14/cyclops.
([11]) سورة الرحمن: 56.
([12])
(7/315).
([13]) سورة الذاريات: 56-58.
([14]) بدائع التفسير الجامع لتفسير
ابن القيم (4/248).
([15]) سورة إبراهيم: 4.
([16]) سورة سبأ: 28.
([17])
سورة الجن: 11.
([18]) (8/240).
([19]) «فتح الباري» (6/345)، وانظر
«التمهيد» لابن عبد البر (11/117).
([20]) سورة الجن: 14، 15.
([21]) سورة
الأحقاف: 29-32.
([22]) سورة الجن: 17، ومعنى (صعدًا) أي شاقًا.
([23]) سورة
فصلت: 33.
([24]) موضع قرب مكة.
([25]) قال النووي: الصواب «بنخلة» مكان
معروف.
([26]) هو ابن مسعود t.
([27]) سورة الإسراء: 57.
([28]) انظر
«معجم الطبراني الكبير» (4/211).
([29]) انظر «مسند البزار» (7/97) برقم (2655)،
وانظر «حلية الأولياء» (6/245)، وانظر «الإرشاد» لأبي يعلي (2/187).
([30])
(6/357).
([31]) (2/316).
([32]) (2/339).
([33]) قال في مجمع الزوائد
(9/199): «رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه»، وانظر «فيض القدير» (1/205).
([34])
لم أقف عليه.
([35]) «فتح الباري» (7/4)، وانظر «لسان الميزان»
(7/301).
([36]) انظر «فتح الباري» (4/114)، وانظر «تحفة الأحوذي» للمبارك فوري
(3/291).
([37]) (3/291).
([38]) سورة سبأ: 14.
([39]) «الجامع لأحكام
القرآن» (14/179، 180).
([40]) سورة الأنفال: 48.
([41]) «التمهيد»
(14/229).
([42]) سورة الأنعام: 112.
([43]) «التمهيد» (14/233،
234).
([44]) سورة النمل: 39.
([45]) سورة سبأ: 13.
وهج النار
وهج النار
ღ عضو ღ v I p
ღ عضو ღ v I p

الْعُمْر الْعُمْر : 29
 الجنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 1004
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 17816
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
. الجن وصفاتهم وسبل الوقاية من شرهم    111010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجن وصفاتهم وسبل الوقاية من شرهم    Empty رد: الجن وصفاتهم وسبل الوقاية من شرهم

مُساهمة من طرف YASIR السبت مارس 05, 2011 12:25 am

شكرا لك على الموضوع المميز..
بارك الله فيك
ننتضر مزيدك..
YASIR
YASIR
:: عضو اداري ::
نائب مدير الموقع

الْعُمْر الْعُمْر : 34
 الجنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 3331
بلدي بلدي : العراق
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 18885
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
. الجن وصفاتهم وسبل الوقاية من شرهم    111010

http://www.asase.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجن وصفاتهم وسبل الوقاية من شرهم    Empty رد: الجن وصفاتهم وسبل الوقاية من شرهم

مُساهمة من طرف Design-sasuke السبت مارس 05, 2011 1:53 am

مششششكور الله يعطيك العافيه
Design-sasuke
Design-sasuke
ღ عضو ღ v I p
ღ عضو ღ v I p

الْعُمْر الْعُمْر : 32
 الجنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 8432
بلدي بلدي : سوريا
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 29426
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
. الجن وصفاتهم وسبل الوقاية من شرهم    111010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى