إيـاكم والغـلــو
+2
KING CR7
OSM
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
إيـاكم والغـلــو
قال الله عز وجل: ﴿يَآ أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ﴾ [النساء (171)]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إياكم والغُـلو؛ فإنَّما أهلك مَن كان قبلكم الغـلو}. رواه النسائي.
والغلو هو: الزيادة في الشيء عن قدره.
سبب الشرك في بني آدم الغلـو
قال: (هذه أسماء
رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا
إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً، وسمُّوها بأسمائهم، ففعلـوا،
ولم تُـعبد، حتى إذا هلك أولئك ونُسِي العلم عُبدت). رواه البخاري.
يسـتفـاد مـن تفسـير ابن عـباس رضي الله عنه:
أنَّ الشيطان يدخل بالحيلة حتى يدخلهم في الوسائل التي توصلهم إلى الشرك؛
فهو أمرَهم أن يُصوروا صوَر أولئك الصالحين ولم يأمرهم بعبادتهم أولاً، ثم أوقعهم في الشرك بالغلو.
ما هـو الـشـرك ؟
فإذا دعا غير الله
في ما لا يقدر عليه إلا الله، فقد ساوى غير الله بالله، وجعله شريكاً
ونداً لله، وقد أخبر الله عز وجل في كتابه أن دعاء غيره شركٌ به، قال
تعالى: ﴿إِن
تَدْعُوهُـمْ لَا يَـسْمـعُواْ دُعَآئَكُمْ وَلَوْ سَـمـِعُواْ مَا
اسْتَجَابُواْ لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ﴾.
والشرك بالله أعظم الذنوب: سئل صلى الله عليه وسلم: أيُّ الذنب أعظم؟ قال: {أن تجعلَ لله نِداً وهو خلَقك}متفق عليه.
وهو أكبر الكبائر؛ قال صلى الله عليه وسلم:{ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟!.. الإشراك بالله} متفق عليه .
مـن الغلو البناء على قبور الصـالحـين
فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى أن نبني على القبور؛ سداً لذريعة الغلو فيها.
لكننا نجد من يخالف نهي النبي صلى الله عليه وسلم ، فيبني على القبور، بل ويبني القباب عليها !!.
أما قبر قدوتنا صلى الله عليه وسلم فكان نـحْـوَ شبر؛ لما ثبت عن جابر رضي الله عنه:(ورُفِـع قبره[صلى الله عليه وسلم] من الأرض نحواً من شبر). رواه ابن حبان.
ومـن الغـلو فيهـم دعائهـم مـن دون الله
و﴿مِن دُونِ اللهِ﴾
أي: غير الله، ويشمل كل غير الله، من نبي، أو ولي، أو ملك أو جن... كلهم
عبيدٌ لله، لا يستحقـون أن يُدعَـوْ من دونه، فالدعاء عبادة، وصرفه لغير
الله شرك.
فمـن دعائهم: سؤالِهـم جـلب النفع ودفع الضـر!!
ويا أسفـاً! لمن يترك سؤال المالك الـرزاق، ويسأل من لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً !!.
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَـمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ﴾. والقِطْمير: هو اللفافة الرقيقة على النواة.
فإذا كانوا لا يملكون القطمير، فكيف يُسألون من دون الله!
قال تعالى: ﴿وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُـرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إَذاً مِّنَ الظَّالِـمِينَ﴾.
بل إن أعظـم الأوليـاء، وأفضل خلق الله، - صلى الله عليه وسلم - لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً؛ قال تعالى:﴿قُل لَّاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَـفْعاً وَلَا ضَرّاً﴾. فالله وحده النافع الضار؛ قال تعالى: ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَآدَّ لِفَضْلِهِ﴾.
كذلك الذبح لهـم!! مـن الغلو فيهـم
وذبح عبادة: تقـرُباً إلى المذبوح له، فهذا لا يكون إلا لله.
كذبح الأضحية
والعقيقة، ومنه ما يفعله البعض - هـداهم الله- ممن إذا أصابته مصيبة، أو
فرح بفرج ذهب يذبح للأولياء!! دفعاً لضر، أو فرحاً بنصر، وما علم أن هذا
الذبح لا يجوز إلا لله.
والدليـل قوله تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ فكما أن الصلاة لا تكون إلا لله، فالذبح لا يكون إلا لله، وصرف هذه العبادة لغير الله شرك.
قال صلى الله عليه وسلم:{لعن الله من ذبح لغير الله} رواه مسلم.
أو الـنـذر لـهـم
والنذر يكون طاعةً لله: إذا كان خالصاً لله، لا يريد به التقرب لأحدٍ غير الله.
ويكون شركاً: إذا كان لغير الله، كأن يقول: لأن نجحت لأذبحنَّ كبشاً للولي، فهو قد ألزم نفسه بعبادة لغير الله، لم يلزمه الله بها.
أو أن يجعل نخلةً يَنذُرُها للشيخ، تحفظ له النخل ببركة الشيخ!.
النذر لغير الله باطلٌ كله، كالنذر للنبي صلى الله عليه وسلم ، أو للسيدة زينب، أو للشيخ عبد القادر.. النـذر عبـادة، لا تجوز إلا لله وحـده.
كذا التوسل والاسـتشـفاع بهـم
جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله: ((جهِدت الأنفس
وضاعت العيال ونهكت الأموال، وهلكت الأنعام، فاستسقِ الله لنا، فإنا
نَستشفِـع بك على الله، ونستشفع بالله عليك، قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: {ويـحك! أتدري ما تقول!!}.
وسبحَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما زال يسبح حتى عُرف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال:{ويـحك! إنه لا يُـستشفع بالله على أحـد من خلقه؛ شأن الله أعظم من ذلك} رواه أبو داود.
الأولياء والصـالحـين لا يرضـون بالغلو فيهـم
الصـالح ما كان صالحاً إلا لتمسكه بسنـة النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الغلو، فإن الولي الصالح لا يرضى
بالغلو فيه، فالغلو مخـالفةٌ لأمره صلى الله عليه وسلم ، بل إن النبي صلى
الله عليه وسلم لا يرضى حتى الغلو بالمدح؛ قال صلى الله عليه وسلم:{لا تُــطروني كما أطْرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عـــــبــد، فقولوا عبد الله ورسوله} رواه البخاري.
فالـولـي الصـالـحُ
لا تجعل أحداً واسطة بينك وبين ربك، لا بذاته ولا بجاهه، بل توسلْ إلى السميع، وادعـوه دون واسطة.
تيـقَّن أن الكريم الرحـيم يجـيب دعائك، ولا يردك خائبا
ففي قوله تعالى: ﴿عِبَادِي﴾ حثٌ لكل عبد أن يدعو ربه، ليست الآيةُ حِكراً على الولي، فيُجاب دعائه ويُـرَدُّ دعاء غيره.
قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّـكـُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَـكُمْ﴾.
فمن كان الله ربه، فربه يأمره بالدعاء، ويعده بالإجابة.
قال صلى الله عليه وسلم:{ادعوا الله وأنتم موقـنون بالإجابة}رواه الترمذي.
لا تسـتـعـجـل في الإجـابة
وهذا من حيَل الشيطان؛ ليوقعك في ترك الدعاء وسوء الظن بالله.
الأولياء والكـرامـات
أكـرمَ كرامة يُكرِم الله بها أوليائه، هي كرامة الهـداية، فالكرامة
إكرامٌ من الله لعبده، الكرامة للولي لا تعني أن نطلُب منه ما لا يُطلَب
إلا من الله وحده، فنقع في الشرك الذي قد تبرّأَ منه الولي، كما في قوله
عز وجل:﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ﴾.
﴿وَمَـن يَـتَوَكَّـلْ عَـلَى اللَّهِ فَهُوَ حَـسْـبْهُ﴾
فإذا
أراد العبد أن يحصل على مطلوب، أو يُـرفع عنه مكروب فليتوجَّه إلى الله عز
وجل، فهو وحده الذي يجيب المضطر، ويكشف السوء، بيده الخير، لا تعتمد على
عبدٍ مثلك، فكل ما سوى الله لا يملكون مثقال ذرة، قال الله عز وجل عن أكرم
أوليائه صلى الله عليه وسلم: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيءٌ﴾ فالأمر كله لله المالك، وما سواه عبيد له.
فعلى الإنسان أن يلتجـأ إلى الله وحـده
سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنت فاستـعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت
على أن ينفـعوك بشيء، لم ينـفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا
على أن يـضروك بشيء، لم يـضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك} رواه الترمذي.
ثم إن المـيت قد انقطـع عـملـه عـن الـدنيا
الميت لا يعلم شيئاً عن الدنيا؛ فإن الدنيا للميت غيب، لا يعلمه،
كما أن القبر للحي غيب، لا يعلمه.
ولو
كان - حقاً- أن الميت يسمع توسُل المتوسلين، فيوصل توسلهم إلى الله! لكان
الأجدر بهذا الميت التوسل إلى الله بحال الأمة الإسلامية، وما أصابها من
الوهن والضعف.
لكنَّ هذا الاعتقاد مصادمٌ لقوله تعالى: ﴿إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُواْ دُعَـآئَكُمْ وَلَوْ سَـمـِعُواْ مَا اسْتَجَابُواْ لَكُمْ﴾.
مصادمٌ لقوله تعالى: ﴿وَهُـمْ عَن دُعَآئِهمْ غَافِلُونَ﴾ .
وقوله: ﴿وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُـبُورِ﴾.
أي: أن الحـي لا يستطيع أن يُسمِـع الميت، فالميت لا يَسمع الحي؛ لانقطاع عمله عن الدنيا.
وفي هذه الآيات البرهان الواضح على أن الميت لا يسمع الحي.
كما أن زيارة القبور شُرعـت للاعـتبار بالموت والدعـاء للمـيت ، لا أن تُجـعل عـيداً
والعـيد: اسمٌ لما يعتاد الإنسان فعله، أو التردد إليه، في زمانٍ أو مكان.
فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُكثروا من المجيء إلى قبره متخذينه عيداً .
وإذا كان صلى الله عليه وسلم نهى أن نجعلَ قبره عيداً، فقبر غيره أولى بالنهي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رد: إيـاكم والغـلــو
مشششكور الله يع ـطيك الع ـآفيه
Design-sasuke- ღ عضو ღ v I p
- الْعُمْر : 32
الجنس :
الْمَشِارَكِات : 8432
بلدي :
الْنِّقَاط : 29435
السٌّمعَة : 0
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى