قبل أن يتحول الأقصى إلى مجرد ذكرى ...!!
+2
BeN.ShArAbi
Orignale
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قبل أن يتحول الأقصى إلى مجرد ذكرى ...!!
بعد كل جريمة أو فعلة شنعاء ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين أو بعض قوى المقاومة، تخرج علينا الأنظمة العربية لتندد وتستنكر ما حدث، وتشجب وتدين وتحذر من عواقب وخيمة قد تدفع بالمنطقة لحرب شاملة، وتناشد الولايات المتحدة والمجتمع الدولى التدخل، لمنع إسرائيل من تكرار هذه الأعمال الإجرامية، ثم سرعان ما تهدأ الأمور، وتخفت فقاقيع الغضب العربى دون أن يحدث شىء أو يتغير شىء على أرض الواقع، فلا المجتمع الدولى يتدخل، ولا حرب شاملة تقوم، ولا ردود أفعال عربية تتخذ، ولا إسرائيل ترتدع أو تستحى، وإنما تجعل من هذا المناخ المهزوم المسموم جسراً تعبر عليه من مذبحة إلى مذبحة ومن قطف لأزهار الشباب وورق أغصان الزيتون وتجريف للأرض، إلى سرقة التاريخ، ولم لا؟
وقد ترك لها الملعب تتحرك فيه بمفردها لتحرز ما تشاء من أهداف، بينما العرب مكتفون بالفرجة راضون بالانقسام، مطمئنون إلى أن من حق إسرائيل أن تتفحش وتتوحش وتمتلك القوة والجبروت وتحتل دائماً موقع الفاعل فى منظومة السياسة، بينما يضمن العرب لنفسهم موقع المفعول بهم وفيهم ومعهم ولهم، وبين الأقوياء بترسيخ دعائم دولتهم - ولو بالسطو - والضعفاء المحتمين بالشعارات والهتافات والخطب، تتقدم إسرائيل خطوة فخطوة، فى طريق ابتلاع الأرض الفلسطينية، تارة تحت ستار المدافع والدبابات والقنابل الذكية والغبية وأحدث الطائرات، وتارة أخرى عن طريق التفاوض المدار دائماً وفق منظور إسرائيل، وحسبما تقتضيه مصالحها، ولا أظن قرار نتنياهو بضم المسجد الإبراهيمى ومسجد بلال بن رباح إلى قائمة الآثار اليهودية، إلا استهتاراً بالأنظمة العريبة والإسلامية، واستمراراً طبيعياً لسلسلة الجرائم الإسرائيلية المتواصلة من أجل توسيع رقعة الدولة وتأمين حياتها،
والحقيقة أن تهويد القدس كان بالنسبة لإسرائيل منذ عام 1948 خياراً استراتيجيا، كمقدمة لتهويد فلسطين كلها، حاولت من خلاله تفريغ مدينة الصلاة من سكانها وطمس معالمها، إما بتهجيرهم الجبرى أو بإعطائهم تعويضات تعينهم على البحث لأنفسهم عن مساكن خارج المدينة، وقد اتخذت إسرائيل من هزيمتها للعرب فى يونيو 1967 خطوات جديدة لتسريع وتيرة التهويد والعبرنة وتغيير الطبيعة السكانية وتأكيد السيادة الإسرائيلية السياسية والأمنية والدينية، وقد بدأت هذه الخطوات بعد النكسة مباشرة وبالتحديد فى الحادى عشر من يونيو عندما قام الصهياينة بهدم حارة المغاربة المجاورة للمسجد الأقصى وإخلائها من سكانها، بقصد الاستيلاء على الحائط الغربى للمسجد «حائط البراق» وأطلقوا عليه ظلماً وبهتاناً «حائط المبكى»
وفى عام 2009 تصعد إسرائيل حربها على القدس الشرقية، وتدمر 71 منزلاً عربياً ببلدة سلوان، ثم تبدأ فى شق نفق لربط حائط المبكى المزعوم بالحى اليهودى وبسرعة البرق، تدور رحى سرقة التاريخ والثقافة والحضارة العربية، وتقوم بعمل حفائر تحت المسجد الأقصى وصلت إلى منتصفه، احتوى على كنيسة يهودية وبعض الغرف التى يؤدى فيها اليهود صلواتهم، وتقوم كذلك بنسف منشآت عربية، لتحل محلها منشآت يهودية، وتستولى على مساحات كبيرة من الأراضى لتمزق الوحدة الجغرافية للمدينة والبناء عليها عدداً كبيراً من البؤر الاستيطانية، وتطلق العنان لبعض المتطرفين للنيل من المقدسات الإسلامية على نحو ما قام به أحد المتطرفين اليهود بحرق المسجد الأقصى فى أغسطس عام 1969 ثم مجزرة المسجد الإبراهيمى على يد متطرف آخر فى فبراير عام 1994،
وفى محاولة يائسة تسعى إسرائيل المصنوعة لتبحث لنفسها عن جذور، فتستعين بإحدى الجامعات الإنجليزية كى تنقب فى مدينة القدس وحول محيطها عن آثار يهودية ورغم فشل هذه المحاولات حتى الآن إلا أن إسرائيل الغنية بالحيل لا تعرف مستحيلاً، وما لم يقله التاريخ يمكن أن تفرضه بالقوة، فتنسب لنفسها ما أثبت التاريخ أنه لا يمت لها بصلة، وضمها للمسجد الإبراهيمى خير شاهد على ذلك، فهذا المسجد الذى اعتبرته مؤخراً أثراً يهودياً هو مسجد عربى تم بناؤه فى العصر الأموى، لكن من يقول ومن يسمع، فإسرائيل تريد ذلك، وهل يملك العرب إلا الاعتراض والشجب والإدانة؟
هل يستطيع زعيم عربى أن يتجاوز ويقرر مثلا أن يسحب سفير دولته أو أن يقنع بقية الدول بتوظيف ما لديها من أوراق للضغط على إسرائيل وإجبارها على احترام مشاعر العرب والمسلمين؟
للأسف الشديد ما تريده إسرائيل تضع السياسات لتحقيقه وما يريده العرب لن يتحقق أبداً فى ظل هذه الأنظمة المترهلة البالية الغبية، وما قامت به مؤخراً لم يخرج عن سياستها المعتادة، لكنه قد يخرجنا من ثيابنا لأنه سوف يمر برداً وسلاماً على إسرائيل، مهما كانت نتائجه علينا، وقد يؤدى فى نهاية الأمر إلى جعل مدينة القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، وهدم المسجد الأقصى لبناء الهيكل المزعوم، والذى قد يحدث حسبما أشارت بعض التوقعات فى منتصف شهر مارس الحالى أثناء الاحتفالات اليهودية بأعيادهم، إذاً الخطر على وشك الوقوع،
والسؤال الآن :
لماذا انتظرت أنظمتنا العربية كل هذا الوقت حتى أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من الخطر؟ من يتحمل مسؤولية حرق هذا المسجد إذا وقع لا قدر الله؟ وهل تكفى تصريحات الشجب والإدانة والاستنكار لمواجهة الصلف الإسرائيلى واعتداء المتطرفين على الآثار العربية وباحات الأقصى كل يوم؟
ومن الذى يضمن فى ظل هذا الخنوع العربى أن إسرائيل لن تنام يوماً ثم تستيقظ لتخبرنا أننا جميعا عرباً ومسلمين قد صرنا ممتلكات يهودية؟
يا سادة لم نعد فى حاجة لمؤتمرات وتوصيات وخطب وتصريحات شجب وإدانة لم نعد نحتمل هذه الخلافات المقيتة بين أنظمة تطبيع وبين منظمات مقاومة، بين طوائف شيعية وأخرى سنية، بين إخوانيين وعلمانيين، وعلينا جميعاً إدراك خطورة الموقف، والتحرك لفعل أى شيء قبل أن يصبح الأقصى مجرد ذكرى، وسيكون حسابنا أمام الله عظيما ً.
حسبنا الله ونعم الوكيل
ولاحول ولاقوة إلا بالله
وقد ترك لها الملعب تتحرك فيه بمفردها لتحرز ما تشاء من أهداف، بينما العرب مكتفون بالفرجة راضون بالانقسام، مطمئنون إلى أن من حق إسرائيل أن تتفحش وتتوحش وتمتلك القوة والجبروت وتحتل دائماً موقع الفاعل فى منظومة السياسة، بينما يضمن العرب لنفسهم موقع المفعول بهم وفيهم ومعهم ولهم، وبين الأقوياء بترسيخ دعائم دولتهم - ولو بالسطو - والضعفاء المحتمين بالشعارات والهتافات والخطب، تتقدم إسرائيل خطوة فخطوة، فى طريق ابتلاع الأرض الفلسطينية، تارة تحت ستار المدافع والدبابات والقنابل الذكية والغبية وأحدث الطائرات، وتارة أخرى عن طريق التفاوض المدار دائماً وفق منظور إسرائيل، وحسبما تقتضيه مصالحها، ولا أظن قرار نتنياهو بضم المسجد الإبراهيمى ومسجد بلال بن رباح إلى قائمة الآثار اليهودية، إلا استهتاراً بالأنظمة العريبة والإسلامية، واستمراراً طبيعياً لسلسلة الجرائم الإسرائيلية المتواصلة من أجل توسيع رقعة الدولة وتأمين حياتها،
والحقيقة أن تهويد القدس كان بالنسبة لإسرائيل منذ عام 1948 خياراً استراتيجيا، كمقدمة لتهويد فلسطين كلها، حاولت من خلاله تفريغ مدينة الصلاة من سكانها وطمس معالمها، إما بتهجيرهم الجبرى أو بإعطائهم تعويضات تعينهم على البحث لأنفسهم عن مساكن خارج المدينة، وقد اتخذت إسرائيل من هزيمتها للعرب فى يونيو 1967 خطوات جديدة لتسريع وتيرة التهويد والعبرنة وتغيير الطبيعة السكانية وتأكيد السيادة الإسرائيلية السياسية والأمنية والدينية، وقد بدأت هذه الخطوات بعد النكسة مباشرة وبالتحديد فى الحادى عشر من يونيو عندما قام الصهياينة بهدم حارة المغاربة المجاورة للمسجد الأقصى وإخلائها من سكانها، بقصد الاستيلاء على الحائط الغربى للمسجد «حائط البراق» وأطلقوا عليه ظلماً وبهتاناً «حائط المبكى»
وفى عام 2009 تصعد إسرائيل حربها على القدس الشرقية، وتدمر 71 منزلاً عربياً ببلدة سلوان، ثم تبدأ فى شق نفق لربط حائط المبكى المزعوم بالحى اليهودى وبسرعة البرق، تدور رحى سرقة التاريخ والثقافة والحضارة العربية، وتقوم بعمل حفائر تحت المسجد الأقصى وصلت إلى منتصفه، احتوى على كنيسة يهودية وبعض الغرف التى يؤدى فيها اليهود صلواتهم، وتقوم كذلك بنسف منشآت عربية، لتحل محلها منشآت يهودية، وتستولى على مساحات كبيرة من الأراضى لتمزق الوحدة الجغرافية للمدينة والبناء عليها عدداً كبيراً من البؤر الاستيطانية، وتطلق العنان لبعض المتطرفين للنيل من المقدسات الإسلامية على نحو ما قام به أحد المتطرفين اليهود بحرق المسجد الأقصى فى أغسطس عام 1969 ثم مجزرة المسجد الإبراهيمى على يد متطرف آخر فى فبراير عام 1994،
وفى محاولة يائسة تسعى إسرائيل المصنوعة لتبحث لنفسها عن جذور، فتستعين بإحدى الجامعات الإنجليزية كى تنقب فى مدينة القدس وحول محيطها عن آثار يهودية ورغم فشل هذه المحاولات حتى الآن إلا أن إسرائيل الغنية بالحيل لا تعرف مستحيلاً، وما لم يقله التاريخ يمكن أن تفرضه بالقوة، فتنسب لنفسها ما أثبت التاريخ أنه لا يمت لها بصلة، وضمها للمسجد الإبراهيمى خير شاهد على ذلك، فهذا المسجد الذى اعتبرته مؤخراً أثراً يهودياً هو مسجد عربى تم بناؤه فى العصر الأموى، لكن من يقول ومن يسمع، فإسرائيل تريد ذلك، وهل يملك العرب إلا الاعتراض والشجب والإدانة؟
هل يستطيع زعيم عربى أن يتجاوز ويقرر مثلا أن يسحب سفير دولته أو أن يقنع بقية الدول بتوظيف ما لديها من أوراق للضغط على إسرائيل وإجبارها على احترام مشاعر العرب والمسلمين؟
للأسف الشديد ما تريده إسرائيل تضع السياسات لتحقيقه وما يريده العرب لن يتحقق أبداً فى ظل هذه الأنظمة المترهلة البالية الغبية، وما قامت به مؤخراً لم يخرج عن سياستها المعتادة، لكنه قد يخرجنا من ثيابنا لأنه سوف يمر برداً وسلاماً على إسرائيل، مهما كانت نتائجه علينا، وقد يؤدى فى نهاية الأمر إلى جعل مدينة القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، وهدم المسجد الأقصى لبناء الهيكل المزعوم، والذى قد يحدث حسبما أشارت بعض التوقعات فى منتصف شهر مارس الحالى أثناء الاحتفالات اليهودية بأعيادهم، إذاً الخطر على وشك الوقوع،
والسؤال الآن :
لماذا انتظرت أنظمتنا العربية كل هذا الوقت حتى أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من الخطر؟ من يتحمل مسؤولية حرق هذا المسجد إذا وقع لا قدر الله؟ وهل تكفى تصريحات الشجب والإدانة والاستنكار لمواجهة الصلف الإسرائيلى واعتداء المتطرفين على الآثار العربية وباحات الأقصى كل يوم؟
ومن الذى يضمن فى ظل هذا الخنوع العربى أن إسرائيل لن تنام يوماً ثم تستيقظ لتخبرنا أننا جميعا عرباً ومسلمين قد صرنا ممتلكات يهودية؟
يا سادة لم نعد فى حاجة لمؤتمرات وتوصيات وخطب وتصريحات شجب وإدانة لم نعد نحتمل هذه الخلافات المقيتة بين أنظمة تطبيع وبين منظمات مقاومة، بين طوائف شيعية وأخرى سنية، بين إخوانيين وعلمانيين، وعلينا جميعاً إدراك خطورة الموقف، والتحرك لفعل أى شيء قبل أن يصبح الأقصى مجرد ذكرى، وسيكون حسابنا أمام الله عظيما ً.
حسبنا الله ونعم الوكيل
ولاحول ولاقوة إلا بالله
رد: قبل أن يتحول الأقصى إلى مجرد ذكرى ...!!
مششششكور الله يعطيك الع ـآفيه
Design-sasuke- ღ عضو ღ v I p
- الْعُمْر : 32
الجنس :
الْمَشِارَكِات : 8432
بلدي :
الْنِّقَاط : 29432
السٌّمعَة : 0
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى