ضحايا العبث الاجتماعي... إلى أين؟
+2
Cre@tor
aziza10
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ضحايا العبث الاجتماعي... إلى أين؟
سماعيل بن يوسف باباحمو
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]اللعب مكون أساسي من مكونات النفسية الإنسانية، كما أنه ملازم للحياة الاجتماعية، فالتنشئة الاجتماعية للأطفال إنما تبدأ بملاعبته ومداعبته كي ينمو نموا سويا متزنا، لكن إذا تجاوز الشيء مداه انقلب إلى مالا تحمد عقباه، فحياة الجماعة هي في نفس المسار لحياة الأفراد ولها نفس السنن والطبائع... ولكن؟
كرة القدم هي مصنفة مع الرياضة واللعب والتي كانت تعتبر وسيلة لا غاية، هاهي اليوم تصبح لدى جماهيرها في بلادنا الجزائر وبلدان العرب، بل حتى في البلدان المتقدمة تصبح هذه اللعبة الواسعة الانتشار هدفا في حد ذاتها، فكثيرا ما تنشب الخصومات والصراعات بين الشعوب من أجلها، كما نرى اليوم بين الشعبين الشقيقين الجزائري والمصري؛ من تراشق بالسباب والشتائم والملاعنات ويا للأسف كم تذكرنا هذه الأحداث بالأيام الغابرة للعرب في جاهليتها؛ كيوم داحس والغبراء أو كيوم البسوس،... تلك الصراعات التافهة التي كانت تنشب لأتفه الأسباب، حتى أصبحت حالتنا يرأف لها العدو.
فما لنا لا نتنبه يا قومنا من هذه الغفلة؟
إن الرياضة على ما فيها من فوائد جمة ولا أحد يمكن له أن ينكرها فقد ورد في الأثر عن النبي عليه الصلاة والسلام يوجه أمته إلى ممارسة الرياضة:« علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل»، لكن تلك الوسيلة النبيلة أستخدمت لأفحش الأهداف؛ حيث أصبحت الرياضة - وخاصة كرة القدم- مع المغاني والمراقص وأساليب أخرى كالتجويع والتجهيل... تستعمل كمخدر للشعوب ليغفلوا عن واقعهم المزري ولكي لا ترتفع هممهم إلى المعالي ولكي يستحمروا الناس فلا هي تعلم واجباتها فيؤدونها ولاهي مدركة لحقوقها فتطالب بها، وهذه كلها أساليب لخنق إرادة التغيير والإصلاح وإبعادهم عن أسمى غاياتهم.
فما لنا ياقومي لا نتنبه من هذه السكرة؟
لم تخل كرة القدم من إيجابيات رغم ما تنطوي عليه من مفاسد على حسب ما خطط المروجون لها، فقد غفل المسوقون للاستحمار بين الناس من ثغرة سوف تكون وبالا على مخططاتهم، فما أروع أن يكون الضمير الجمعي لشعب أو مجتمع ما على صعيد رجل واحد، فلو أنفقت ما في الأرض جميعا لتؤلف بين قلوبهم ما ألفت بينهم، ولكن ثغرات الاستحمار استطاعت أن تجمع بين الأمازيغي والعربي وبين التوليفات الإثنية والعرقية والمذهبية دون أن تشعر؛ فما نلاحظه هذه الأيام من أعلام تعلق في كل مكان والأفراح والزغاريد والهتافات بسبب تسجيل هدف أو حسرة بسبب عدم تسجيل ، وهذا كله لمؤشر جيد لتكون الضمير الجمعي على الصعيد الوطني من أجل كرة القدم، فيا ليت قومي كانت لهم هذه الروح الجماعية في النضال من أجل إعلاء صرح المجد للأمة، روح الجماعة في سبيل إصلاح منظومتهم الفكرية والتربوية والمعرفية، ويا ليت تلك الروح الأخوية في سبيل بناء اقتصاد وطني قوي ومن أجل إصلاح المنظومة الاجتماعية والسياسية ومن أجل محاربة الفساد في البلاد، ولتطوير الصناعة والإنتاج وغيرها من القضايا التي تجعلنا على سكة الحضارة والرقي وتخرجنا من حالة ما بعد الحضارة.
فما لنا يا قومي سادرون في النوم؟
إلى متى لا نستوعب دروس التاريخ وسنن الله وقوانينه في المجتمعات الغابرة، قال الله تعالى: (قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ۩ هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ۩) آل عمران/ 137_138 فالكثير من الأمم زالت من الوجود بسبب التهافت على السفاسف وتضييع المقصد من خلقنا، فتكون هناك خصومات وضغائن بسبب تضييع الغاية.
يا أحرار الجزائر ومصر والعرب والإسلام والإنسانية ألا من انطلاقة لتحقيق غاية الله وإرادته في الأرض وجعل مكائد وظن إبليس وأعوانه من شياطين الإنس والجن تخيب وتنكسر على جلمود الإرادة الإنسانية التقية النقية الطاهرة، ويتحقق علم الله فينا (قال إني أعلم مالا تعلمون)، فلا الخلافات والخصومات ولا أموالنا وكثرتنا ولا قوتنا وبطشنا بالتي تقربنا إلى الله زلفى، بل البر والعمل الصالح والتعاون والرحمة بيننا (أما الزبد فيذهب جفاء أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).
فهيا أحرار هبوا لإنقاذ أنفسنا من التيه
فباسم الوطنية تستغل أجهزة الاستحمار والمتنطعون (أجهزة الإعلام بكل أنواعها وبهلوانات السياسة عندنا) هذه الأجواء الساخنة لكرة القدم لتدمير النسيج الأخوي بين الأمة، وليس هناك مستفيدا من هذا الوضع المزري والمأسوي غيرهؤلاء الطغمة من الحكام وتجار الفساد والضياع والغفلة، وكذلك الرأسماليين المستغلين غفلتنا وسذاجتنا لتمرير مشاريعهم في غفلة من الشعوب؛ بحيث لا حدود لأطماعهم ولانهاية لجشعهم لسان حالهم كجهنم إذا قال لها خزنتها ( ...هل امتلأت فتقول هل من مزيد).
فلو يلاحظ المتتبعون لكل الأحداث من هذا القبيل، يجد أن هناك مشاكل عالقة كضغوط اجتماعية تكاد أن تنفجر – في الجزائر أو في مصر أو في غيرهما - ليجد لها حراس الظلام متنفسا؛ كتلك الحركات التي يؤديها البهلوان ليضحك الناس، فحالة التعليم متردية إلى أسفل سافلين؛ إضرابات التعليم مستمرة وأولياء أمور التلاميذ ينادون هم وأبناؤهم معاك يا الخضرة - وأي إخضرار هو ذلك الذي يأتي على الأخضر واليابس – وكذلك المشاكل العالقة في مجال العمل فنسبة البطالة في زيادة مطردة ولكن الشباب وجدوا المتنفس للهتاف على الفريق الوطني، وكذلك مشاكل أخرى على مستوى الصحة والإسكان والاقتصاد والسياسة ولكن الكل في نشوة السكرة.
فإلى أين بهذا الضياع يا أمتي متجهون؟
وخلاصة القول أن الجميع شعوبا وحكاما سيصطلون بنار السنن والقوانين الإلهية لمن يخالفها، ولكي نتفادى عواقب القانون الإلهي فلا بد أن نحث السير نحو تغيير ما بأنفسنا قال تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
رد: ضحايا العبث الاجتماعي... إلى أين؟
يعطيك ألف عافية
عيوني لك- ღ عضو نشيط ღ
- الْعُمْر : 30
الجنس :
الْمَشِارَكِات : 69
بلدي :
الْنِّقَاط : 15706
السٌّمعَة : 0
رد: ضحايا العبث الاجتماعي... إلى أين؟
مششكور الله ييعطيك الع ـاافيه
Design-sasuke- ღ عضو ღ v I p
- الْعُمْر : 32
الجنس :
الْمَشِارَكِات : 8432
بلدي :
الْنِّقَاط : 29390
السٌّمعَة : 0
رد: ضحايا العبث الاجتماعي... إلى أين؟
جزاك الله خيرااااااا
يستطيع المرء أن يكتب ويقدم ولكن ...!!
لايستطيع أن يحصــى الشــكر لأهل الفضل
بارك الله بك وبطلتك
يستطيع المرء أن يكتب ويقدم ولكن ...!!
لايستطيع أن يحصــى الشــكر لأهل الفضل
بارك الله بك وبطلتك
مواضيع مماثلة
» النظام الاجتماعي للنمل بين الكتاب المقدس والقرآن الكريم
» أصدقاء رونالدو وزيدان يواجهون بنفيكا لمساعدة ضحايا هايتي
» كاكا يشارك في مباراة ودية لصالح ضحايا زلزال هايتي
» نجوم التنس يشاركون في مباراة كرة قدم لصالح ضحايا تسونامي في اليابان
» أصدقاء رونالدو وزيدان يواجهون بنفيكا لمساعدة ضحايا هايتي
» كاكا يشارك في مباراة ودية لصالح ضحايا زلزال هايتي
» نجوم التنس يشاركون في مباراة كرة قدم لصالح ضحايا تسونامي في اليابان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى