شركة اوريجينال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

» سلسلة كتب الأمة » 2 - الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف » فـي سـبـيـل العـلاج (2)

5 مشترك

اذهب الى الأسفل

» سلسلة كتب الأمة » 2 - الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف » فـي سـبـيـل العـلاج (2) Empty » سلسلة كتب الأمة » 2 - الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف » فـي سـبـيـل العـلاج (2)

مُساهمة من طرف Orignale الأحد فبراير 14, 2010 4:07 pm

روى ابن جرير بسنده عن ابن عون عن الحسن البصري: أن ناساً سألوا عبد الله
بن عمر بمصر، فقالوا : نرى أشياء من كتاب الله عزوجل، أمر أن يعمل بها، لا
يعمل بها، فأردنا أن نلقى أمير المؤمنين في ذلك.. فقدم وقدموا معه.. فلقي
عمر رضي الله عنه ، فقال: متى قدمت؟

قال : منذ كذا وكذا..

قال : أبإذن قدمت؟

قال الحسن : فلا أدري كيف رد عليه

فقال:
يا أمير المؤمنين، إن ناساً لقوني بمصر، فقالوا : إنا نرى أشياء في كتاب
الله أمر أن يعمل بها، فلا يعمل بها، فأحبوا أن يلقوك في ذلك .

قال: فاجمعهم لي.

قال: فجمعتهم له (قال ابن عون : في بهو )، فأخذ أدناهم رجلاً

فقال : أنشدك بالله، وبحق الإسلام عليك: أقرأت القرآن كله؟

قال : نعم .

قال : فهل أحصيته في نفسك؟ (يعني : هل استقصيت العمل به في تصحيح نيتك وتطهير قلبك، ومحاسبتك نفسك؟ ).

فقال: اللهم لا. (ولو قال : نعم، لخصمه ) أي: لأفحمه وألزمه الحجة.

قال: فهل أحصيته ببصرك؟ فهل أحصيته في لفظك (أي: كلامك )؟ فهل أحصيته في أثرك (أي : في خطواتك ومشيك )؟

ثم
تتبعهم حتى أتى على آخرهم. (يعني : وهو يسألهم : هل استقصيتم العمل بكتاب
الله كله في أنفسكم وجوارحكم، وأقوالكم وأعمالكم، وحركاتكم وسكناتكم؟ وهم
بالطبع يجيبون : اللهم لا ) فقال: ثكلت عمراً أمه! أتكلفونه أن يقيم الناس
على كتاب الله (أي: بالصورة التي تفهمونها أنتم، ولم تقيموها في أنفسكم
باعترافكم ).

قد علم ربنا أن ستكون لنا سيئات.. وتلا : (إن تجتنبوا
كبائر ما تنهون عنه نكفِّر عنكم سيِّئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً )
(النساء : 31 ).

ثم قال : هل علم أهل المدينة ـ أو قال: هل علم أحد ـ بما قدمتم؟

قالوا: لا..

قال: لو علموا لوعظت بكم ! (أي: لجعلتكم عظة ونكالاً لغيركم )

[ذكره ابن كثير في تفسيره عن ابن جرير، قال عقبه : إسناد صحيح، ومتن حسن ].

وبهذا
الفقه العمري الواعي لكتاب الله ، حسم أمير المؤمنين رضي الله عنه هذه
القضية في بدايتها، وسد باباً للتشدد والتنطع، لو كان تساهل فيه، لربما
هبت منه رياح فتنة لا يعلم إلاّ الله مدى عواقبها.

تقدير ظروف النّـاس وأعذارهم

ومن الفقه المطلوب والمتمم لما ذكرناه: تقدير مستويات النّاس وظروفهم وأعذارهم وضعف احتمالهم في مواجهة القوى الضاغطة عليهم.

فمن
الخطأ أن نطالب عموم الناس أن يلحقوا بجوار سيد الشهداء حمزة بن عبد
المطلب، فيقوموا إلى أئمة الجور، وطواغيت الحكم، فيأمروهم وينهوهم ويأخذوا
على أيديهم، ليظفروا بالشهادة في سبيل الله، وهي أعلى وأغلى ما يتمناه
مسلم لنفسه.

فهذه المنزلة فضيلة لا يقدر عليها إلاّ أولو العزم وقليل ما هم، وليست فريضة يطالب الناس بها ويحاسبون عليها.

وقد
يكتفي بعض النّاس بأن يقول كلمة الحق من بعيد، وقد يلتزم الصمت لأنه لا
يرى فائدة من الإنكار باللسان بعد أن رأى شحاً مطاعاً وهوى متبعّاً ،
ودينيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، ورأى أمراً لا يدان له به ـ كما
جاء في حديث أبي ثعلبة الخشني ـ فعكف على خويصة نفسه، وترك عنه العوام،
وقد يرى فائدة الإنكار، ولكنه يعجز عن تحمل نتائجه، فيقتصر على التغيير
بقلبه، وذلك أضعف الإيمان.

وقد يرى البعض أن التغيير إنما يبدأ من
القاعدة لا من القمة، وأن الإصلاح يجب أن يتجه إلى الأفراد أولاً، فإذا
صلحوا صلحت بهم ومعهم الجماعة، وقد يرى بعض آخر أن تغيير الأنظمة الفاسدة
التي قامت على التغريب والعلمانية لا يتم إلاّ بعمل جماعي، واضح الأهداف،
مدروس الوسائل، طويل المراحل، عميق الجذور، تقوم به حركة إسلامية شعبية
قادرة على نقل الأحلام إلى واقع معاش.

ويدخل في هذه المعاني : أن
من الجائز - بل من المطلوب - شرعاً، السكوت على المنكر، مخافة وقوع منكر
أكبر منه، احتمالاً لأهون الشرين، وارتكاباً لأخف الضررين، كما تقرر ذلك
القواعد الشرعية.

ومن الأدلة الخاصة لذلك ما ذكره القرآن الكريم عن
نبي الله هارون، أخي موسى وشريكه في الرسالة إلى فرعون وقومه، فقد ترك
موسى أخاه هارون عليهما السلام، خليفة في قومه، وذهب لمناجاة ربه، وكان ما
كان من أمر السامري وعجله الذهبي الذي فتن به بني إسرائيل، حتى عبدوه
((ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإنّ ربّكم الرّحمن
فاتّبِعوني وأطيعوا أمري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتّى يرجع إلينا موسى
))

(طه : 90-91 ).

وسكت هارون على هذا الانحراف الخطير، وأي
انحراف أكبر من الشرك وعبادة عجل لا يرجع إليهم قولاً، ولا يملك لهم ضراً
ولا نفعاً، ولا يهديهم سبيلاً؟

ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً
لما أحدثه قومه من بعده، قائلاً: بئسما خلفتموني من بعدي، وألقى ألواح
التوراة، وأخذ برأس أخيه يجره إليه في حدة وغضب ((قال يا هارون ما منعك إذ
رأيتهم ضلّوا ألاّ تتَّبعنِ أفعصيت أمري )) (طه : 93 )، فماذا كان جواب
هارون (( قال يابن أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إنّي خشيت أن تقول فرّقت
بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي )) (طه : 94 ).

فهنا يعتبر هارون
عليه السلام الحفاظ على وحدة الجماعة حتى يعود زعيمها الأول، حجة له في
السكوت على ضلال القوم، حتى لا يقول قائل: إنه تعجل القرار، وفرق الجماعة،
ولم ينتظر عودة موسى.

ومن ذلك حديث عائشة في الصحيح أنه صلى الله
عليه وسلم قال لها: "لولا أن قومك حديثو عهد بشرك، لبنيت الكعبة على قواعد
إبراهيم " أي: إنه عليه الصلاة والسلام ترك فعل ما يرى أنه مطلوب خشية أن
يثير فتنة - عند قوم لم يتمكن الإسلام من أنفسهم بعد - بسبب هدم الكعبة
وبنائها من جديد.

ومن ذلك أمره صلى الله عليه وسلم بالصبر على جور
الأئمة إذا لم تكن هناك قدرة على خلعهم واستبدال آخرين صالحين بهم، مخافة
فتنة أكبر، ومفسدة أعظم، تراق فيها الدماء، وتنتهك الحرمات، وتذهب
الأموال، ويتزعزع الأمن والاستقرار، دون أن يتحقق تغيير.

وهذا ما
لم يصل الأمر إلى الكفر الصريح، والخروج السافر عن الإسلام ، كما في حديث
عبادة بن الصامت في الصحيحين " إلاّ أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من
الله برهان ".

ومن هنا يتبين لنا خطأ المثاليين الحالمين الذين
يطالبون النّاس بالإسلام الكامل في عقائدهم وعباداتهم، ومعاملاتهم،
وأخلاقهم وآدابهم، أو يتخلوا عن الإسلام بالكلية، فلا وسط عندهم ولا
درجات، فإما إسلام تام مطلق أو لا إسلام.

حصر هؤلاء تغيير المنكر
في مرتبة واحدة، هي التغيير باليد، وأسقطوا المرتبتين الأخيرتين، وهما :
التغيير باللسان، والتغيير بالقلب، حسب استطاعة المكلف ووسعه.

ونسي
هؤلاء أن التكليف في شرع الإسلام بحسب الطاقة والوسع، وأن طاقات الناس
تتفاوت، وظروفهم تختلف، ولهذا راعى الشرع الأعذار والضرورات، وجعل لها
أحكامها الخاصة، حتى إنه ليبيح بها المحظورات، ويسقط الواجبات.

وما أعدل ما قاله الإمام ابن تيمية في ذلك:

إن
الله تعالى قد أخبر في غير موضع أنه لا يكلف نفساً إلاّ وسعها، كقوله:
((لا يكلّف الله نفسّاً إلاّ وُسعها )) (البقرة : 286 )، وقوله تعالى:
((والّذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلِّف نفساً إلاّ وُسعها ))
(الأعراف: 42 )، وقوله: ((لا تكلِّفُ نفس إلاّ وسعها )) (البقرة : 233 )،
وقوله: ((لا يكلِّف الله نفساً إلاّ ما آتاها )) (الطلاق: 65 ).

وأمر
بتقواه بقدر الاستطاعة، فقال: ((فاتّقوا الله ما استطعتم )) (التغابن: 16
)، وقد دعاه المؤمنون بقولهم: ((ربّنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على
الّذين من قبلنا ربّنا ولا تحمِّلنا ما لا طاقة لنا به )) (البقرة: 286 )،
فقال: (قد فعلت ) فدلّت هذه النصوص على أنه لا يكلّف نفساً ما تعجز عنه،
خلافاً للجهمية المجبرة، ودلت على أنه لا يؤاخذ المخطئ والناسي خلافاً
للقدرية والمعتزلة.

وهذا فصل الخطاب في هذا الباب. فالمجتهد
المستدل من إمام وحاكم وعالم وناظر ومفتٍ وغير ذلك: إذا اجتهد واستدل
فاتقى الله ما استطاع كان هذا هو الذي كلفه الله إيّاه، وهو مطيع لله، إذا
اتقاه ما استطاع، ولا يعاقبه الله البتة، خلافاً للجهمية المجبرة، وهو
مصيب، بمعنى: أنه مطيع لله، لكن قد يعلم الحق في نفس الأمر وقد لا يعلمه،
خلافاً للقدرية والمعتزلة في قولهم: كل من استفرغ وسعه علم الحق، فإن هذا
باطل كما تقدم، بل كل من استفرغ وسعه استحق الثواب.

وكذلك الكفار:
من بلغه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في دار الكفر، وعلم أنه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فآمن بما أنزل عليه، واتقى الله ما استطاع، كما فعل
النجاشي وغيره، ولم تمكنه الهجرة إلى دار الإسلام ، ولا التزام جميع شرائع
الإسلام ، لكونه ممنوعاً من الهجرة وممنوعاً من إظهار دينه، وليس عنده من
يعلمه جميع شرائع الإسلام : فهذا مؤمن من أهل الجنة، كما كان مؤمن آل
فرعون مع قوم فرعون، وكما كانت امرأة فرعون، بل وكما كان يوسف الصديق عليه
السلام مع أهل مصر، فإنهم كانوا كفاراً، ولم يمكنه أن يفعل معهم كل ما
يعرفه من دين الإسلام ، فإنه دعاهم إلى التوحيد والإيمان فلم يجيبوه، قال
تعالى عن مؤمن آل فرعون: ((ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبيّنات فما زلتم في
شكٍّ ممّا جاءكم به حتّى إذا هلك قلتم : لن يبعث الله من بعده رسولاً ))
(غافر :34 ).

وكذلك النجاشي هو وإن كان ملك النصارى، فلم يطعه قومه
في الدخول في الإسلام ، بل إنما دخل معه نفر منهم، ولهذا لما مات لم يكن
هناك أحد يصلي عليه، فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، خرج
بالمسلمين إلى المصلى فصفهم صفوفاً وصلى عليه، وأخبرهم بموته يوم مات،
وقال: "إن أخاً لكم صالحاً من أهل الحبشة مات ".

وكثير من شرائع
الإسلام أو أكثرها لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك، فلم يهاجر، ولم يجاهد،
ولا حج البيت، بل قد روي أنه لم يصل الصلوات الخمس،ولا كان يصوم رمضان،
ولا يؤدي الزكاة الشرعية، لأن ذلك كان يظهر عند قومه فينكرونه عليه وهو لا
يمكنه مخالفتهم، ونحن نعلم قطعاً أنه لم يكن يمكنه أن يحكم بينهم بحكم
القرآن، والله قد فرض على نبيه بالمدينة أنه إذا جاءه أهل الكتاب لم يحكم
بينهم إلاّ بما أنزل الله إليه، وحذره أن يفتنوه عن بعض ما أنزل الله إليه.

وهذا
مثل الحكم في الزنا للمحصن بحد الرجم، وفي الديات بالعدل، والتسوية في
الدماء بين الشريف والوضيع، النفس بالنفس والعين بالعين، وغير ذلك،
والنجاشي ما كان يمكنه أن يحكم بحكم القرآن، فإن قومه لا يقرونه على ذلك،
وكثيراً ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضياً بل وإماماً، وفي نفسه
أمور من العدل ولا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها.

وعمر بن عبد العزيز
عودي وأوذي على بعض ما أقامه من العدل، وقيل: إنه سُمَّ على ذلك. فالنجاشي
وأمثاله سعداء في الجنة، وإن كانوا لم يلتزموا من شرائع الإسلام ما لا
يقدرون على التزامه، بل كانوا يحكمون بالأحكام التي يمكنهم الحكم بها.
(مجموع الفتاوى: 19/216-219 ).

الفقه في سنة الله في خلقه

ومن
الفقه اللازم كذلك: مراعاة سنن الله الكونية والشرعية في التدرج، والصبر
على الأشياء حتى تنضج وتبلغ مداها، ذلك أن العجلة التي هي طبيعة الإنسان
عامة، والشباب خاصة، والسرعة التي هي من طبيعة هذا العصر، تجعل كثيرين من
الشباب المتحمس لدينه، يريد أن يغرس اليوم ليجني الثمرة في الغد، أو يزرع
في الصباح ليحصد في المساء، ذاهلين أن سنة الله الكونية تأبى هذا، فالنواة
لا تصبح شجرة مثمرة إلا بعد مراحل تقصر أو تطول، حسب نوعها وتربتها
ومناخها، وظروف نمائها، إلى أن تؤتي أكلها بإذن ربها.

والجنين
يتكون : نطفة، فعلقة، فمضغة، فعظاماً يكسوها الله لحماً، ثم ينشئه خلقاً
آخر، حتى يخرج إلى الحياة طفلاً ((فَتباركَ الله أحْسنُ الخَالِقين ))
[المؤمنون:14 ].

والطفل ينزل من بطن أمه وليداً، فرضيعاً، ففطيماً،
فصبياً، فيافعاً، حتى يبلغ أشدّه. وهكذا تتدرج الحياة في كل صورها، من
مرحلة إلى مرحلة حتى تكتمل "سنة الله في خلقه "، وكذلك بدأ ديننا أول ما
بدأ: عقيدة سهلة، ثم أنزل الله التكاليف شيئاً فشيئاً، وفرض الفرائض، وحرم
المحرمات، وفصل الشرائع بالتدريج، حتى كمل البناء، وتمت النعمة. ونزل قوله
تعالى: ((اليَوْم أكْمَلْتُ لكُمْ دِينَكُمْ وأتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ
نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دينا ً)) [المائدة:3 ].

يجتمع
بعض الفتية المتحمسين إلى أمثالهم، فيتشاكون ويتألمون، لما انتهى إليه حال
المسلمين، فيؤلفون من أنفسهم جماعة لإصلاح ما فسد، وبناء ما انهدم، وهنا
يتمنون فيسرفون في التمني، ويلمون فيغرقون في أحلام اليقظة، يحسبون أنهم
قادرون على أن يحقوا الحق، ويبطلوا الباطل، ويقيموا دولة الإسلام في
الأرض، بين عشية وضحاها، ذاهلين عن العوائق والعقبات وما أكثرها! مضخمين
لما معهم من إمكانات وما أقلها! فهم كالرجل الذي قال لابن سيرين: إني رأيت
في منامي أني أسبح في غير ماء، وأطير بغير جناح، فما تعبير رؤياي؟! قال:
أنت رجل كثير الأمانيّ والأحلام!

ورضي الله عن الإمام علي حين قال لابنه في وصيته: "... وإيَّاك والاتكال على المنى، فإنها بضائع النوكي! يعني: الحمقى ".

وما أصدق ما قال الشاعر قديماً:

وَلاَ تَكُن عَبْد المُنــى فَالْمُنى رُؤُوس أَمْوَال المَفَالِيس!

إن الواقع السيئ لا يتغير بالأماني الطيبة، فإن لله سنناً في تغيير المجتمعات والأقوام لا تحابي أحداً.

وقد
كتب الباحث السوري الأستاذ جودت سعيد كتاباً قيماً في "سنن تغيير النفس
والمجتمع" جعل عنوانه "حتى يغيِّروا ما بأنفسهم " اقتباساً من الآيتين
الكريمتين:

1- ((إنَّ الله لا يُغيِّرُ ما بِقوْمٍ حتى يُغيِّروا مَا بِأَنْفُسِهِم ْ)) [الرعد:11 ].

2-
((ذلِكَ بِأّنّ الله لَمْ يَكُ مُغيِّراً نِعْمةً أنْعمَها على قَوْمٍ
حتّى يُغيِّروا ما بِأَنْفُسِهم )) [الأنفال:53 ]، وهو دراسة نفسية
اجتماعية عميقة في ضوء القرآن الكريم.

ومن جيد ما قاله في مدخل بحثه:

في
شباب العالم الإسلامي من عندهم استعداد لبذل أنفسهم وأموالهم في سبيل
الإسلام، ولكن قلّ أن تجد فيهم من يتقدم ليبذل سنين من عمره ليقضيها في
دراسة جادة، لينضج موضوعاً، أو يصل به إلى تجلية حقيقية، مثلاً: كمشكلة
الانفصال الذي يعيشه المسلم بين سلوكه وعقيدته، إذ كثير من الأسئلة التي
تطرح، ولا جواب شافياً لها، مع أنه لا يمكن التغيير من وضع إلى وضع، إلاّ
بعد إجابة موضوعية عن هذه الأمثلة، ولا يمكن ذلك إلاّ بعد الدرس والتحصيل.

والسبب
في بطء نمو دراسات من هذا النوع، هو أنه لم تكشف بعد قيمة الدراسة في
الوسط الإسلامي، والذي ظل وقتاً طويلاً يرى "السيف أصدق أنباء من الكتب "،
ولم يكن اتجاهه إلى أن (الرأي قبل شجاعة الشجعان ).

وظلت هذه الآراء المختلفة في ظلمات بعضها فوق بعض، ولم يروا العلاقة الصحيحة بينها، ولا الترتيب الطبيعي لها.

كما
لم تدرس بعد في العالم الإسلامي شروط الإيمان، وليس معنى هذا أنهم لم
يحفظوا أركان الإيمان والإسلام، ولكن نعني بشروط الإيمان، الشروط النفسية،
أي: ما يجب تغييره مما بالنفس، لأن هذا التغيير هو الذي يتيح ثمرات
الإيمان، أي: شروط مطابقة العمل مع العقيدة،وموانع إعطاء العقيدة ثمراتها.

وإلى
الآن ينظر إلى بذل المال وبذل النفس على أنهما أعلى المراتب، دون مراعاة
ما يجعل بذل المال والنفس مجدياً، إذ ليس الأمر مجرد بذل وكفى، لأن البذل
لا يعطي نتائجه إلاّ بشروطه الفنية.

إنّ هذا النظر، يساعد على إمكان أن يبذل الشاب المسلم ماله ونفسه، بينما لا يتيسر له حبس نفسه على بذل الجهد المتواصل للدرس والفهم.

وهناك
سبب آخر، وهو أن بذل المال وبذل النفس، يمكن أن يتم في لحظة حماس وتوتر،
ولكن طلب العلم لا يتم في لحظة حماس، وإنما يتم في جهد متواصل يحتاج لنوع
من الوعي، كوقود، يجعل الاستمرار ممكناً.

نعم: كثير من الشباب، في
لحظة من لحظات الحماس، يبدؤون أعمالاً ودراسات في مواضيع مختلفة، ولكن بعد
جلسة أو جلستين أو أكثر من ذلك، يفتر الحماس، وينزل الملل، ثم ينقطع ما
بدأ من عمل، كما ينطفئ المصباح حتى يفقد وقوده.

فلا بد من درس هذه
النظرات المعوقة، وكشف عوامل الغفلة عن الدراسة، أو الانقطاع عنها بعد
البدء، لأن ذلك يحدث ضمن شروط معينة دقيقة، تخفى عن النظرات العجلى. .

وكذلك
من المفارقات، أن نتطلع بشوق إلى تغيير الواقع، دون أن يخطر في بالنا، أن
ذلك لن يتم، إلاّ إذا حدث التغيير قبل ذلك بما بالأنفس، ونحن مطمئنون إلى
ما بأنفسنا، ولا نشعر أن كثيراً مما فيها، هو الذي يعطي حق البقاء لهذا
الواقع الذي نريد أن يزول، ونحن نشعر بثقل وطأته علينا، ولكن لا نشعر
بمقدار ما يساهم ما في أنفسنا، لدوامه واستمراره.

فهذا ما يريد
القرآن أن يعلمه البشر، في تفسير ما يحل بهم، حين يلح في إظهار: أن مرد
المشكلة إلى "ما بالنفس " وليس من الظلم الذي يحيق بالإنسان من الخارج،
بل، من الظلم الذي ينزله الإنسان بنفسه، وهذا هو لب التاريخ، وسنة
الاجتماع، الذي يقرره القرآن، وبإغفاله تظلم الحياة، وتنشأ الفلسفات
المتشائمة الخانعة، أو الفلسفات المتسلطة المارقة.

ومن أكبر الظلم
الذي ينزله الإنسان بنفسه أن لا يرى العلاقة التسخيرية الموجودة بين
الإنسان والكون والمجتمع "الآفاق والأنفس " فيهمل نفسه، ولا يضعها في
المكان الذي يسخر الآفاق والأنفس على أساس السنن المودعة فيها، وبناء على
هذا يمكن أن نقول:

إن العقل يمكن أن يتخذ أحد موقفين إزاء المشاكل:
إما أن يفرض فيها أنها تخضع لقوانين، وبالتالي يمكن أن تخضع المشكلة
للسيطرة عليها وتسخيرها، وإما أن يفرض فيها أنها لا تخضع لقوانين، أو لا
يمكن كشف قوانينها، وبين هذين الموقفين مواقف متعددة، يتفاوت فيها القرب
من أحدهما والبعد عن الآخر.

إن لكل من الفرضيتين نتائج عملية، تظهر في مواقف البشر وسلوكهم، بصور متفاوتة، على حسب الخضوع لأحد الموقفين.

وعجز المسلمين أن يعيشوا وفقاً للعقيدة الإسلامية، مشكلة لا يحتاج إثباتها إلى بذل جهد كبير.

ولكن
بعد التسليم بأنها مشكلة، يبقى أن يظهر، أي الموقفين يتخذ المسلمون
إزاءها؟ هل يتخذون الموقف الأول؟ بأن يفرضوا وجود قوانين تخضع لها
المشكلة، وبكشفها يمكن السيطرة عليها وتسخيرها؟ أم يعتقدون أن المشكلة لا
تخضع لقوانين يمكن أن يكشفها الإنسان، وبالتالي لا جدوى من جد الإنسان
للبحث عن هذه القوانين، لأن القوانين التي تخضع لها المشكلة، حسب اعتقاد
البعض، "تعمل في حياة البشر بطريقة سحرية خارقة، غامضة الأسباب ".

إن
طرح هذا الموضوع بصيغة تجعله تحت وعي المسلم، يفيده لأن يحدد عن وعي موقفه
من المشكلة، ويخرج من الموقف الغامض الذي يتخذه، وفي أحيان كثيرة يختلط
الموقفان بصورة مشوشة في ذهنه، بحيث يشل أحدهما مفعول الآخر، فيبقى
الموضوع في غموض وشلل.

إن لسلامة النظرية، أثراً هاماً في الوصول إلى الحل، بل يتوقف الحل،على صحتها ومقدار وضوحها.

حــوار حــول ســنن النصـر وشـروطــه

قال لي بعضهم يوماً: ألسنا على الحق، وخصومنا على الباطل؟

قلت: بلى.

قال: ألم يعدنا ربنا بأن ينصر الحق على الباطل، والإيمان على الكفر، وكان وعد ربي حقاً؟

قلت : بلى، ولن يخلف الله وعده. .

قال: فماذا ننتظر؟ ولماذا لا نبدأ المعركة مع الباطل؟

قلت:
قد علمنا ديننا أن للنصر سنناً لا بدأن تراعى، وشروطاً لا بد أن
تستجمع،ولولا ذلك لقام النبي صلى الله عليه وسلم بإعلان الجهاد العسكري
على الوثنية منذ أوائل العهد المكي،ولم يقبل أن يصلي عند الكعبة وحولها
الأصنام من كل جانب.

قال : وما تلك السنن والشروط؟

قلت :
أولاً، لا ينصر الله الحق لمجرد أنه حق، بل ينصره بأهله ورجاله المؤمنين
المترابطين المتآخين على كلمة الله، كما قال تعالى لرسوله: ((هُوَ الذِي
أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وبِالمُؤمِنينَ، وألَّف بَيْنَ قُلُوبِهم ))
[الأنفال:62 ].

قال: وأين الملائكة التي تنزل بالنصر إعزازاً لحق، وإذلالاً للباطل؟ تلك التي أنزلت في بدر والخندق وحنين؟

قلت:
الملائكة موجودة، ويمكنها أن تتنزل - بإذن الله - بالمدد والنصر،ولكنها لا
تتنزل في فراغ، وإنما تتنزل به على مؤمنين يجاهدون ويعملون في الأرض،
ويحتاجون إلى مدد من السماء يعينهم ويثبتهم، وفي هذا يقول القرآن في قصة
بدر ((إذْ يُوحِي ربُّك إلى المَلائِكَةِ أنِّي مَعكُم فَثَبِتوا الذين
آمنوا ))، فلا بد أن يوجد "الذين آمنوا أولاً، حتى يكونوا أهلاً لنزول
الملائكة عليهم.

قال : وإذا وجد المؤمنون جاء النصر؟

قلت :
لا بد أن يعملوا جاهدين لنشر دعوتهم، وتبليغ رسالتهم، وتكثير عددهم،
وتوسيع قاعدتهم، وإقامة الحجة على مخالفيهم، وكسب الرأي حولهم، حتى يكون
معهم القوة التي يقدرون بها على مواجهة أعدائهم، فليس من المقبول عقلاً
ولا شرعاً أن يواجه الواحد مائة أو ألفاً، وأقصى ما ذكره القرآن أن يواجه
الواحد من المؤمنين عشرة من الكافرين ((إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ
صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ
يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ
يَفْقَهُون َ)) [الأنفال:65 ] وهذا في حال القوة والعزيمة، أما في حال
الضعف والرخصة، فقد قال تعالى: ((الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ
أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ
مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ
اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ )) [الأنفال:66 ]

قال: ولكن
خصوم أهل الحق لا يمكنونهم من نشر فكرتهم، وأداء أمانتهم، بل يزرعون
الأشواك في طريقهم، ويطفئون الشموع بين أيديهم، ويضعون الألغام تحت أرجلهم.

قلت:
وهنا يأتي شرط لا بد منه لاستحقاق النصر والتمكين، هو الصبر على الأذى
وطول الطريق، والثبات في مواجهة الاستفزاز والتحدي كما في حديثه صلى الله
عليه وسلم لابن عمه عبد الله بن عبَّاس "واعلم أن النصر مع الصبر ".

ولهذا أوصى الله رسوله صلى الله عليه وسلم في ختام عدد من السور المكية بالصبر.

ففي آخر سورة يونس: ((وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِين َ))

وفي
آخر سورة النحل: ((وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ
تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ . إِنَّ
اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُون َ))

وفي
آخر سورة الروم : ((فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلاَ
يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ )) وفي آخر سورة الأحقاف:
((فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا
تَسْتَعْجِل لَّهُم ْ))

وفي آخر سورة الطور: ((واصْبِر لِحُكْمِ رَبِّكَ فإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُوم )).

قال صاحبي: ولكن الصبر قد يطول دون أن نقيم للإسلام دولة تحكّم شريعته، وتحيي أمته، وترفع في الأرض رايته.

قلت: ألا يتعلم على يديك جاهل؟ ألا يهتدي ضال؟ ألا يتوب عاص؟ ألا.. ألا..

قال : بلى ...

قلت:
هذا في ذاته كسب كبير، وغنم عظيم، وكل فرد تنتشله من وحل الجاهلية إلى
صراط الإسلام يقربنا من الهدف الأكبر، بل هو نفسه هدف تحقق، وفي الحديث
الصحيح: "لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ".

ثم
إن الذي علينا، والذي نحاسب عليه، أن ندعو ونربي ونعمل، وليس علينا أن
نحقق النصر، علينا أن نبذر الحب، ونرجو الثمر من الرب.. إن الله لن
يسألنا: لماذا لم تنتصروا؟ ولكن سيسألنا: لماذا لم تعملوا؟!

((وَقُلِ
اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ
وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم
بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون َ)) [التوبة:105 ].
Orignale
Orignale
ღ عضو ღ v I p
ღ عضو ღ v I p

الْعُمْر الْعُمْر : 28
 الجنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 1947
بلدي بلدي : اليمن
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 20040
السٌّمعَة السٌّمعَة : 3
. » سلسلة كتب الأمة » 2 - الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف » فـي سـبـيـل العـلاج (2) 111010

http://www.orignale.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

» سلسلة كتب الأمة » 2 - الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف » فـي سـبـيـل العـلاج (2) Empty رد: » سلسلة كتب الأمة » 2 - الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف » فـي سـبـيـل العـلاج (2)

مُساهمة من طرف a.boelez الأحد فبراير 14, 2010 8:55 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
a.boelez
a.boelez
ღ عضو ღ v I p
ღ عضو ღ v I p

الْعُمْر الْعُمْر : 35
 الجنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 2240
بلدي بلدي : ليبيا
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 18890
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
. » سلسلة كتب الأمة » 2 - الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف » فـي سـبـيـل العـلاج (2) 111010

http://oriiginale.co.cc

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

» سلسلة كتب الأمة » 2 - الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف » فـي سـبـيـل العـلاج (2) Empty رد: » سلسلة كتب الأمة » 2 - الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف » فـي سـبـيـل العـلاج (2)

مُساهمة من طرف Orignale الأحد فبراير 14, 2010 9:32 pm

الف شكر على المرور
Orignale
Orignale
ღ عضو ღ v I p
ღ عضو ღ v I p

الْعُمْر الْعُمْر : 28
 الجنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 1947
بلدي بلدي : اليمن
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 20040
السٌّمعَة السٌّمعَة : 3
. » سلسلة كتب الأمة » 2 - الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف » فـي سـبـيـل العـلاج (2) 111010

http://www.orignale.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

» سلسلة كتب الأمة » 2 - الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف » فـي سـبـيـل العـلاج (2) Empty رد: » سلسلة كتب الأمة » 2 - الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف » فـي سـبـيـل العـلاج (2)

مُساهمة من طرف Design-sasuke الأحد مارس 20, 2011 11:33 pm

يسسسسسسلمو
Design-sasuke
Design-sasuke
ღ عضو ღ v I p
ღ عضو ღ v I p

الْعُمْر الْعُمْر : 32
 الجنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 8432
بلدي بلدي : سوريا
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 29435
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
. » سلسلة كتب الأمة » 2 - الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف » فـي سـبـيـل العـلاج (2) 111010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

» سلسلة كتب الأمة » 2 - الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف » فـي سـبـيـل العـلاج (2) Empty رد: » سلسلة كتب الأمة » 2 - الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف » فـي سـبـيـل العـلاج (2)

مُساهمة من طرف Sifou الإثنين مارس 21, 2011 12:54 am

مششكور يعيطك العافية
Sifou
Sifou
ღ عضو ღ v I p
ღ عضو ღ v I p

الْعُمْر الْعُمْر : 30
 الجنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 4649
بلدي بلدي : الجزائر
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 20571
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
. » سلسلة كتب الأمة » 2 - الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف » فـي سـبـيـل العـلاج (2) 441010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

» سلسلة كتب الأمة » 2 - الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف » فـي سـبـيـل العـلاج (2) Empty رد: » سلسلة كتب الأمة » 2 - الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف » فـي سـبـيـل العـلاج (2)

مُساهمة من طرف rih الأربعاء مارس 30, 2011 5:38 pm

مشكور اخي جزاك الله خيرا
rih
rih
ღ عضو ღ v I p
ღ عضو ღ v I p

الْعُمْر الْعُمْر : 44
 الجنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 2084
بلدي بلدي : الجزائر
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 18205
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
. » سلسلة كتب الأمة » 2 - الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف » فـي سـبـيـل العـلاج (2) 111010

http://arbfor.yoo7.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى