شركة اوريجينال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بنات الرسول صلى الله عليه وسلم

+3
a.boelez
KING CR7
BeN.ShArAbi
7 مشترك

اذهب الى الأسفل

بنات الرسول صلى الله عليه وسلم Empty بنات الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف BeN.ShArAbi الخميس فبراير 11, 2010 12:17 am


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أم كلثوم رضى الله عنها


اسمها ونسبها:
هي أم كلثـوم بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، و أمها السيدة خديجة أم
المؤمنين- رضي الله عنها ، قيل إنها ولِدَت بعد فاطمة ، وأسلمت مع أمها
وأخواتها مع بزوغ فجر الدعوة الإسلامية .

هجرتها :
هاجرت أم كلثوم مع أختها فاطمة الزهراء ، وزوجة الرسول صلى الله عليه وسلم
سودة بنت زمعة، ثاني زوجاته بعد خديجة رضي الله عنها، بكل شوق وحنان إلى
المدينة ، فاستقبلهن الرسول -صلى الله عليه وسلم، وأتى بهنّ إلى داره التي
أعدّها لأهله بعد بناء المسجد النبوي الشريف .
زواجها:
تزوّجها عتيبة بن أبي لهب قبل البعثة ولم يدخل عليها ، وطلقها تنفيذا
لرغبة أبي لهب، ولم يدخل بها، ولما توفيت شقيقتها رقيـة ، رضي الله عنهما،
ومضت الأحزان والهموم ، زوّج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-أم كلثوم
لعثمان بن عفان – رضي الله عنه في ربيع الأول سنة 3 للهجرة ، وكان هذا
الزواج بأمر من الله تعالى ، فقد روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
أنه قال :" أتاني جبريل فقال : إن الله يأمرك أن تزوج عثمان أم كلثوم على
مثل صداق رقية وعلى مثل صحبتها" وأصبح عثمان بزواجه هذا، وبزواجه السابق
من شقيقتها رقية يسمى بذي النورين ، وعاشت أم كلثوم عند عثمان ست سنوات
ولكنها لم تلد له.

وفاتها:
توفيت أم كلثوم -رضي الله عنها- في شهر شعبان سنة تسع من الهجرة ، وقد جلس
الرسول -صلى الله عليه وسلم- على قبرها وعيناه تدمعان حُزناً على ابنته
الغالية أم كلثوم ، فقال:" هل منكم أحد لم يقارف الليلة " فقال أبو طلحة :
" أنا " قال له الرسول " انزل " فنزل أبو طلحة في قبرها . رضي الله عنها
وأرضاها. وفي مسند الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا حماد حدثنا ثابت عن أنس
،أن رقية لما ماتت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يدخل القبر رجل
قارف أهله الليلة" ، وفي رواية أخرى في مسند أحمد أيضا- عن أنس أن رقية
رضي الله عنها لما ماتت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل القبر
رجل قارف أهله فلم يدخل عثمان بن عفان رضي الله عنه القبر " وقد روي عن
الرسول صلى الله عليه وسلم ، أنه قال بعد وفاة أم كلثوم رضي الله عنها ،
لو كان عندي ثالثة زوجتها عثمان " رضي الله عنه .

رقية رضى الله عنها



نشأت رقية رضي الله عنها
ولدت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم الهاشمية، وأمها خديجة أم
المؤمنين، ونشأت قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد استمدت رقية رضي
الله عنها كثيراً من شمائل أمها، وتمثلتها قولاً وفعلاً في حياتها من أول
يوم تنفس فيِه صبح الإسلام، إلى أن كانت رحلتها الأخيرة إلى الله عز وجل.
وسيرة حياة السيدة رقية رضي الله عنها، تستوفي كل الكنوز الغنية بمكارم
الفضائل ونفحات الإيمان، وهذه الكنوز التي تغني المرء عن الدراهم
والدنانير، بل أموال الدنيا كلها، فسيرة السيدة رقية تجعل النفوس تحلق في
أجواء طيبة، لا يستطيع أصحاب الأموال والدنيا الوصول إليها، ولو صرفوا
الدنيا وما فيها، لأن من يتذوق طعم حياة لاالأبرار، يترفع عن الحياة التي
لا تعرف إلا الدرهم والدينار.


زواجها رضي الله عنها من عُتبة
لم يمض على زواج زينب الكبرى غير وقت قصير، إلا وطرق باب خديجة ومحمد، وفد
من آل عبد المطلب، جاء يخطب رقية وأختها التي تصغرها قليلاً لشابين من
أبناء الأعمام وهما (عُتبة وعُتيبة) ولدا أبي لهب عم الرسول صلى الله عليه
وسلم.
وأحست رقية وأختها انقباضاً لدى أمهما خديجة، فالأم تعرف من تكون أم
الخاطبين زوجة أبي لهب، ولعل كل بيوت مكة تعرف من هي أم جميل بنت حرب ذات
القلب القاسي والطبع الشرس واللسان الحاد. ولقد أشفقت الأم على ابنتيها من
معاشرة أم جميل، لكنها خشيت اللسان السليط الذي سينطلق متحدثاً بما شاء من
حقد وافتراء إن لم تتم الموافقة على الخطوبة والزواج، ولم تشأ خديجة أيضاً
أن تعكر على زوجها طمأنينته وهدوءه بمخ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ها
من زوجة أبي لهب وتمت الموافقة، وبارك محمد ابنتيه، وأعقب ذلك فرحة العرس
والزفاف وانتقلت العروسان في حراسة الله إلى بيت آخر وجو جديد.


دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم الناس إلى الإسلام
ودخلت رقية مع أختها أم كلثوم بيت العم، ولكن لم يكن مكوثهما هناك طويلاً
فما كاد رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم يتلقى رسالة ربه، ويدعو إلى
الدين الجديد، وراح سيدنا رسول الله، يدعو إلى الإسلام سراً، فاستجاب لله
عز وجل من شاء من الرجال ومن النساء والولدان. ويبدو أن عمات رسول الله قد
نصحنه صلى الله عليه و سلم ألا يدعو عمه أبا لهب لكيلا تثور هائجته، فلا
يدري بما يتكلم، وحتى لا تنفث زوجته أم جميل سمومها في بنات النبي فقد كان
أبو لهب وأولاده ألعوبة تتحكم فيهم أم جميل التي تنهش الغيرة قلبها إذا ما
أصاب غيرها خير. وقد قام رسول الله بدعوة الناس إلى الإسلام وعندما علم
أبو لهب بذلك أخذ يضحك ويسخر من رسول الله ثم رجع إلى البيت، وراح يروي
لامرأته الحاقدة ما كان من أمر محمد ابن أخيه الذي أخبرهم أنه رسول الله
إليهم؛ ليخرجهم من الظُلمات إلى النور وصراط العزيز الحميد، وشاركت أم
جميل زوجها في سخريته وهزئه.

ولعب شيطان الحقد في نفسها، وأحست برغبة عنيفة في داخلها للانتقام من أقرب
الناس إليها من رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما، وإن كان هذا الانتقام
سيؤذي ولديها، ولكنها مادامت ستفرغ كل حقد ممكن لديها، وتقيء كل عصارة
كيدها في جوانب نفسها، فلا مانع من ذلك حتى تحطم بزعمها الدعوة المحمدية،
وسلكت ضد سيدنا رسول الله أبشع السبل في اضطهاده، وزادت على ذلك أن أرسلت
إلى أصهار رسول الله تطلب منهم مفارقة بنات الرسول، أما أبو العاص فرفض
طلبهم مؤثرا ومفضلاً ً صاحبته زينب على نساء قريش جميعاً، وقد أمن في
نهاية المطاف وجمع الله شمل الأحبة. وأما عُتبة وعُتيبة فلقد تكفلت أم
جميل بالأمر دون أن تحتاج لطلب من أحد.

وطفقت أم جميل تنفث سمومها في كل مكان تكون فيه، ولم تكتف بكشف خبيئة
نفسها الخبيثة، ولكنها راحت تزين للناس مقاومة الدعوة، واجتثاث
أصولها؛لأنها تفرق بين المرء وأخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، وفصيلته
التي تؤويه. ولما انتهت من طوافها، وهي تزرع بذور الفتنة، وتبغي نشر الحقد
والفساد، راحت تجمع الحطب لتضعه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم
لتؤذيه، وفي هذا دليل على بخلها الذي جبلت عليه.
لاولكن القرآن الكريم تنزل على الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم ندياً
رطباً، ونزل القرآن عليه يشير إلى المصير المشؤوم لأم جميل بنت حرب،
وزوجها المشؤوم أبي لهب، قال الله تعالى: )تبت يدا أبي لهب وتب *ما أغني
عنه ماله وما كسب* سيصلى نارا ذات لهب* وامرأته حمالة الحطب * في جيدها
حبلاً من مسد(. (المسد:1-5).
وكانت رقية وأم كلثوم في كنف ابني عمهما، لما نزلت سورة المسد،وذاعت في
الدنيا بأسرها، ومشي بعض الناس بها إلى أبي لهب وأم جميل، اربدَّ وجه كل
واحد منهما، واستبد بها الغضب والحنق، ثم أرسلا ولديهما عُتبة وعُتيبة
وقالا لهما: إنَّ محمداً قد سبهما، ثم التف أبو لهب إلى ولده عتبة وقال في
غضب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنة محمد؛ فطلقها قبل أن يدخل بها.
وأما عُتيبة، فقد استسلم لثورة الغضب وقال في ثورة واضطراب: لآتين محمداً
فلأوذينَّه في ربه. وانطلق عتيبة بن أبي لهب إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فشتمه ورد عليه ابنته وطلقها، فقال رسول الله"اللهم سلط عليه كلباً
من كلابك" واستجابت دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم، فأكل الأسد عُتيبة
في إحدى أسفاره إلى الشام.
ولم يكفها أن ردت رقية وأم كلثوم مطلقتين، بل خرجت ومعها زوجها أبو لهب
(الذي شذ عن الأعمام وآل هاشم، فقد جمع بين الكفر وعداوة ابن أخيه)، وسارت
وإياه يشتمان محمداً، ويؤذيانه ويؤلبان الناس ضده، وقد صبر الرسول صلى
الله عليه و سلم على أذاهم. وكذلك فعلت رقية وأختها، صبرتا مع أبيهما،
وهما اللتان تعودتا أن تتجملا بالصبر قبل طلاقهما، لما كانت تقوم به أم
جميل من رصد حركاتهما ومحاسبتهما على النظرة والهمسة واللفتة.

زواج رقية من عثمان:
شاءت قدرة الله لرقية أن ترزق بعد صبرها زوجاً صالحاً كريماً من النفر
الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ذلك هو
(عثمان بن عفان) صاحب النسب العريق، والطلعة البهية، والمال الموفور،
والخلق الكريم. وعثمان بن عفان أحد فتيان قريش مالاً، وجمالاً، وعزاً،
ومنعةً، تصافح سمعه همسات دافئة تدعو إلى عبادة العليم الخبير الله رب
العالمين. والذي أعزه الله في الإسلام سبقاً وبذلاً وتضحيةً، وأكرمه بما
يقدم عليه من شرف المصاهرة، وما كان الرسول الكريم ليبخل على صحابي مثل
عثمان بمصاهرته، وسرعان ما استشار ابنته، ففهم منها الموافقة عن حب
وكرامة، وتم لعثمان نقل عروسه إلى بيته، وهو يعلم أن قريشاً لن تشاركه
فرحته، وسوف تغضب عليه أشد الغضب. ولكن الإيمان يفديه عثمان بالقلب ويسأل
ربه القبول.
ودخلت رقية بيت الزوج العزيز، وهي تدرك أنها ستشاركه دعوته وصبره، وأن
سبلاً صعبة سوف تسلكها معه دون شك إلى أن يتم النصر لأبيها وأتباعه. وسعدت
رقية رضي الله عنها بهذا الزواج من التقي النقي عثمان بن عفان رضي الله
عنه، وولدت رقية غلاماً من عثمان فسماه عبد الله، واكتنى به.
رقية والهجرة إلى الحبشة:
ودارت الأيام لكي تختبر صدق المؤمنين، وتشهد أن أتباع محمد قد تحملوا
الكثير من أذى المشركين، كان المؤمنون وفي مقدمتهم رقية وعثمان رضي الله
عنهم في كرب عظيم، فكفار قريش ينزلون بهم صنوف العذاب، وألوان البلاء
والنقمة،)وما نقموا بهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد(
(البروج:8).ولم يكن رسول الله r بقادر على إنقاذ المسلمين مما يلاقونه من
البلاء المبين، وجاءه عثمان وابنته رقية يشكوان مما يقاسيان من فجرة
الكافرين، ويقرران أنهما قد ضاقا باضطهاد قريش وأذاهم.
وجاء نفر آخرون ممن آمن من المسلمين، وشكوا إلى الرسول الكريم صلى الله
عليه وسلم ما يجدون من أذى قريش، ومن أذى أبي جهل زعيم الفجار. ثم أشار
النبي عليهم بأن يخرجوا إلى الحبشة، إذ يحكمها ملك رفيق لا يظلم عنده أحد،
ومن ثم يجعل الله للمسلمين فرجاً مما هم عليه الآن.

وأخذت رقية وعثمان رضي الله عنهما يعدان ما يلزم للهجرة، وترك الوطن الأم
مكة أم القرى. ويكون عثمان ورقية أول من هاجر على قرب عهدهما بالزواج،
ونظرت رقية مع زوجها نظرة وداع على البلد الحبيب. وتمالكت دمعها قليلاً،
ثم صعب ذلك عليها، فبكت وهي تعانق أباها وأمها وأخواتها الثلاث زينب وأم
كلثوم والصغيرة فاطمة، ثم سارت راحلتها مع تسعة من المهاجرين، مفارقة
الأهل والأحباب، وعثمان هو أول من هاجر بأهله، ثم توافدت بعد ذلك بعض
العزاء والمواساة، لكنها ظلت أبداً تنزع إلى مكة وتحن إلى من تركتهم بها،
وظل سمعها مرهفاً يتلهف إلى أنباء أبيها الرسول صلى الله عليه و سلم،
وصحبة الكرام. ولقد أثرت شدة الشوق والحنين على صحتها، فأسقطت جنينها
الأول، وخيف عليها من فرط الضعف والإعياء، ولعل مما خفف عنها الأزمة
الحرجة رعاية زوجها وحبة وعطف المهاجرين وعنايتهم.
وانطلق المهاجرون نحو الحبشة تتقدمهم رقية وعثمان، حتى دخلوا على النجاشي،
فأكرم وفادتهم، وأحسن مثواهم، فكانوا في خير جوار،لا يؤذيهم أحد ويقيمون
شعائر دينهم في أمن وأمان وسلام. وكانت رقية رضي الله عنها في شوق واشتياق
إلى أبيها رسول الله وأمها خديجة، ولكن المسافة بعيدة، وإن كانت الأرواح
لتلتقي في الأحلام.

وجاء من أقصى مكة رجل من أصحاب رسول الله، فاجتمع به المسلمون في الحبشة،
وأصاخوا إليه أسماعهم حيث راح يقص عليهم خبراً أثلج صدورهم، خبر إسلام
حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب، وكيف أن الله عز وجل قد أعز بهما
الإسلام. واستبشر المهاجرون بإسلام حمزة وعمر، فخرجوا راجعين، وقلوبهم
تخفق بالأمل والرجاء، وخصوصاً سيدة نساء المهاجرين رقية بنت رسول الله
التي تعلق فؤادها وأفئدة المؤمنين بنبي الله محمد صلى الله عليه و سلم.

العودة إلى مكة:
وصلت إلى الحبشة شائعات كاذبة، تتحدث عن إيمان قريش بمحمد، فلم يقو بعض
المهاجرين على مغالبة الحنين المستثار، وسَرعان ما ساروا في ركب متجهين
نحو مكة، ويتقدمهم عثمان ورقية، ولكن يا للخيبة المريرة، فما أن بلغوا
مشارف مكة، حتى أحاطت بهم صيحات الوعيد والهلاك. وطرقت رقية باب أبيها تحت
جنح الظلام، فسمعت أقدام فاطمة وأم كلثوم، وما أن فتح الباب حتى تعانق
الأحبة، وانهمرت دموع اللقاء. وأقبل محمد صلى الله عليه و سلم نحو ابنته
يحنو عليها ويسعفها لتثوب إلى السكينة والصبر، فالأم خديجة قد قاست مع
رسول الله وآل هاشم كثيراً من الاضطهاد مع أنها لم تهاجر، وقد ألقاها
المرض طريحة الفراش، لتودع الدنيا وابنتها ما تزال غائبة في الحبشة.

عودة رقية إلى الحبشة:
وعندما علمت قريش برجوع المؤمنين المهاجرين، عملت على إيذائهم أكثر من
قبل، واشتدت عداوتهم على جميع المؤمنين، مما جعل أصحاب صلى الله عليه و
سلم في قلق، ولكنهم اعتصموا بكتاب الله، مما زاد ضراوة المشركين وزاد من
عذابهم. وراح الفجرة الكفرة، يشددون على المسلمين في العذاب، وفي السخرية
حتى ضاقت عليهم مكة، وقاسى عثمان بن عفان من ظلم أقربائه وذويه الكثير.
ولكن عثمان صبر وصبرت معه رقية مما جعل قريش، تضاعف وجبات العذاب
للمؤمنين، فذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يستأذنونه في الهجرة
إلى الحبشة فأذن لهم، فقال عثمان بن عفان رضى الله عنه: يا رسول الله،
فهجرتنا الأولى وهذه الآخرة إلى النجاشي، ولست معنا. فقال رسول الله صلى
الله عليه و سلم :" أنتم مهاجرون إلى الله وإلي، لكم هاتان الهجرتين
جميعاً". فقال عثمان: فحسبنا يا رسول الله.

وهاجرت رقية ثانية مع زوجها إلى الحبشة مع المؤمنين الذين بلغوا ثلاثة
وثمانين رجلاً. وبهذا تنفرد رقية ابنة رسول الله بأنها الوحيدة من بناته
الطاهرات التي تكتب لها الهجرة إلى بلاد الحبشة، ومن ثم عُدت من أصحاب
الهجرتين. قال الإمام الذهبي- رحمه الله- عن هجرة رقية وعثمان رضي الله
عنهما :" هاجرت معه إلى الحبشة الهجرتين جميعاً. وفيهما قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم: "إنهما أول من هاجرا إلى الله بعد لوط".
ولم يطل المقام برقية في مكة، ففي العام الثالث عشر للبعثة، كان أكثر
المؤمنين من أهل البيت الحرام قد وصلوا إلى المدينة المنورة، ينتظرون
نبيهم محمداً ليأتي إليهم وإلى اخوتهم الأنصار مهاجراً مجاهداً. وهناك في
المدينة جلست رقية مع زوجها عثمان، ووضعت مولودها الجميل عبد الله...
وراحت تملأ عينها من النظر إليه، لكي تنسى مرارة فقدها لجنينها، ولوعة
مصابها في أمها، وما قاسته في هجرتها وهي بطلة الهجرتين من شجن الغربة.
ويبدأ صراع جديد بين الحق والباطل، وترى رقية بوادر النصر لأبيها، فالله
عز وجل قد أذن له وللمؤمنين أن يقاتلوا المشركين، ليدعموا بنيان المجتمع
الإسلامي الجديد الذي بنوه بأيديهم في يثرب.

وفاتها
وينمو عبد الله ابن المجاهدين العظيمين نمواً طيباً، ولكن شدة العناية قد
توقع في ما يحذره الإنسان أحياناً، فما بال عبد الله يميل نحو الهبوط،
وتذبل ريحانته بعد أن كان وردة يفوح عطرها، ويزكو أريجها يا لله... وأخذ
الزوجان يرقبان بعيون دامعة، وقلب حزين سكرات الموت يغالبها الصغير بصعوبة
تقطع الفؤاد. ومات ابن رقية، بعد أن بلغ ست سنين ومات بعد أن نقر الديك
وجهه(عينه)، فتورم وطمر وجهه ومرض ثم مات، وبكته أمه وأبوه، وافتقد جده
بموته ذلك الحمل الوديع الذي كان يحمله بين يديه كلما زار بيت ابنته، ولم
تلد رقية بعد ذلك.

ولم يكن لرقية سوى الصبر وحسن التجمل به، ولكن كثرة ما أصابها في حياتها
من مصائب عند أم جميل، وفي الحبشة، كان لها الأثر في أن تمتد إليها يد
المرض والضعف، ولقد آن لجسمها أن يستريح على فراش أعده لها زوجها عثمان،
وجلس بقربها الزوج الكريم يمرضها ويرعاها، ويرى في وجهها علامات مرض شديد
وألم قاس تعانيه، وراح عثمان يرنو بعينين حزينتين إلى وجه رقية الذابل،
فيغص حلقه آلاما، وترتسم الدموع في عينيه، وكثيراً ما أشاح بوجهه لكي يمسك
دمعة تريد أن تنهمر، ولقد كانت رقية تحس هذا الشيء، فتتجلد وتبذل ما
أمكنها، لكي تبتسم له ابتسامة تصطنعها حتى تعود إليه إشراقة وجهه
النضير... وتنهال على رأسه الذكريات البعيدة، ورأى رقية وهي في الحبشة
تحدث المهاجرات حديثاً يدخل البهجة إلى النفوس، ويبعث الآمال الكريمة في
الصدور، وتقص عليهن ما كانت تراه من مكارم أبيها رسو ل الله صلى الله عليه
و سلم، وحركت هذه الذكريات أشجان عثمان، وزادت في مخ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ه، وكان أخشى ما يخشاه أن تموت رقية، فينقطع نسبه لرسول الله صلى الله عليه و سلم.

ورنا عثمان ثانية إلى وجه زوجته الذابل، ففرت سكينته، ولفه حزن شديد ممزوج
بخوف واضطراب، حيث كانت الأنفاس المضطربة التي تلتقطها رقية جهدها، تدل
على فناء صاحبتها. كانت رقية تغالب المرض، ولكنها لم تستطع أن تقاومه
طويلاً، فأخذت تجود بأنفاسها، وهي تتلهف لرؤية أبيها الذي خرج إلى بدر،
وتتلهف لرؤية أختها زينب في مكة، وجعل عثمان يرنو إليها من خلال دموعه،
والحزن يعتصر قلبه، مما كان أوجع لفؤاده أن يخطر على ذهنه، أن صلته
الوثيقة برسول الله r توشك أن تنقطع. وكان مرض رقية رضي الله عنها الحصبة،
ثم بعد صراعها مع هذا المرض، لحقت رقية بالرفيق الأعلى، وكانت أول من لحق
بأم المؤمنين خديجة من بناتها، لكن رقية توفيت بالمدينة، وخديجة توفيت
بمكة قبل بضع سنين، ولم ترها رقية، وتوفيت رقية، ولم تر أباها رسول الله،
حيث كان ببدر مع أصحابه الكرام، يعلون كلمة الله، فلم يشهد دفنها صلى الله
عليه وسلم.

وحُمِل جثمان رقية رضي الله عنها على الأعناق، وقد سار زوجها خلفه، وهو
واله حزين، حتى إذا بلغت الجنازة البقيع، دفنت رقية هنالك، وقد انهمرت
دموع المشيعين. وسوى التراب على قبر رقية بنت رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ثم عاد المجاهدون من بدر يبشرون المؤمنين بهزيمة المشركين، وأسر
أبطالهم. وفي المدنية المنورة خرج رسول الله إلى البقيع، ووقف على قبر
ابنته يدعو لها بالغفران. لقد ماتت رقية ذات الهجرتين قبل أن تسعد روحها
الطاهرة بالبشرى العظيمة بنصر الله، ولكنها سعدت بلقاء الله في داره.
ولما توفيت رقية بكت النساء عليها، في رواية ابن سعد: قال: لما ماتت رقية
بنت رسول الله، قال: " ألحقي بسلفنا عثمان بن مظعون" فبكت النساء عليها؛
فجعل عمر يضربهن بسوطه. فأخذ النبي صلى الله عليه و سلم بيده، وقال: "
دعهن يبكين"، ثم قال: " ابكين، وإياكن ونعيق الشيطان؛ فإنه مهما يكن من
القلب والعين فمن الله والرحمة، ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان"،
فقعدت فاطمة على شفير القبر إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت
تبكي، فجعل رسول الله يمسح الدمع عن عينها بطرف ثوب.
رحم الله رقية بطلة الهجرتين، وصلاة وسلاماً على والدها في العالمين ورحم
معها أمها وأخواتها وابنها وشهداء بدر الأبطال، وسلام عليها وعلى
المجاهدين الذين بذلوا ما تسع لهم أنفسهم به من نصره لدين الله ودفاع عن
كلمة الحق والتوحيد إلى يوم الدين، و السعي إلى إعلاء كلمة الله.

زينب الكبرى رضى الله عنها


طفولة زينب {رضي الله عنها} ونشأتها:
هي زينب بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم خاتم النبيين. وزينب
{رضي الله عنها}هي كبرى بنات الرسول صلى الله عليه وسلم والأولى من بين
أربع بنات هن زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة {رضي الله عنهن} وهي ثمرة
الزواج ال[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الذي جمع بين خديجة بنت خويلد {رضي الله عنها} ورسول الله صلى الله عليه
وسلم . ولدت زينب {رضي الله عنها} في السنة الثلاثين من مولد محمد صلى
الله عليه وسلم، أي أنه كان يبلغ من العمر ثلاثين عاما عندما أصبح أباً
لزينب التي أحبها كثيراً وكانت فرحته لا توصف برؤيتها. أما السيدة خديجة
{رضي الله عنها} فقد كانت السعادة والفرحة تغمرانها عندما ترى البِشر على
وجه زوجها وهو يداعب ابنته الأولى.
واعتاد أهل مكة العرب عامة والأشراف منهم خاصة على إرسال صغارهم الرضع بيد
مرضعات من البادية يعتنين بهم وبعدما يقارب من السنتين يعيدوهم إلى ذويهم.
بعد أن عادت زينب {رضي الله عنها} إلى حضن أمها خديجة عهدت بها إلى مربية
تساعدها على رعايتها والسهر على راحة ابنتها. وترعرعت زينب في كنف والدها
حتى شبّت على مكارم الأخلاق ِوالآداب والخصال فكانت تلك الفتاة البالغة
الطاهرة.
زواج زينب {رضي الله عنها} :
كانت هالة بنت خويلد أخت خديجة {رضي الله عنها} زوج رسول الله صلى الله
عليه وسلم تقبل على أختها بين الحين والآخر، فقد كانتا قريبتان من بعضهما،
وكانت هالة تعتبر السيدة خديجة أماً وأختاً لها وكم حلمت بأن تكون زينب
بنت أختها {رضي الله عنها} زوجة لابنها أبي العاص. من ذلك نجد أن هالة
أحسنت الاختيار فهي زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم أحد أشراف قريش
ومكانته كانت عظيمة بينهم وأمها ذات المنزلة الرفيعة والأخلاق الكريمة
أيضاً. أما زينب فلم تكن بحاجة إلى تعريف, فأخلاقها كانت من أهم ما جذب
خالتها لها. كان أبو العاص قد تعرف إلى زينب من خلال الزيارات التي كان
يقوم بها لخالته {رضي الله عنها}، ومن هناك عرف عن طباع ابنة خالته زينب
وأخلاقها فزاد من ترداده على بيت خالته. وفي إحدى الأيام فاتحت هالة أختها
بنوايا ابنها الذي أختار زينب بنت محمدr ذو المكانة العظيمة في قريش لتكون
شريكة حياته وزوجة له.
سرت بهذا الخبر السيدة خديجة{رضي الله عنها} وهي ترى ابنتها وقد كبرت
وأصبحت في سن الزواج ، فأي أم لا تحلم بزواج ابنتها وخاصة إذا كانت هي
بكرها. أخبرت خديجة {رضي الله عنها} الرسول صلى الله عليه وسلم بنوايا ابن
أختها أبي العاص ورغبته في التقدم لخطبة ابنته زينب {رضي الله عنها}، فما
كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يرحب به ليكون زوجاً لابنته
بعد موافقتها طبعاً؛ وكان ذلك لأن أبا العاص يلتقي نسبه من جهة الأب مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الجد الثالث عبد المناف فهو أبو العاص
ابن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى، وكذلك فإن نسبه
يلتقي من جهة الأم مع زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم عند جده خويلد بن
أسد بن عبد العزى. بالإضافة إلى ذلك فإن أبا العاص على الرغم من صغر سنه
فقد عرف بالخصال الكريمة والأفعال النبيلة. وعندما ذهب أبو العاص إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ليخطب ابنته، قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم
: إنه نعم الصهر الكفء، هذا يعني أن محمدا ً صلى الله عليه وسلم لم يجد به
عيبا،ً وطلب من الخاطب الانتظار، حتى يرى رأي ابنته في ذلك ولم يشأ
الموافقة على أبي العاص قبل موافقة ابنته زينب عليه. وهذا موقف من المواقف
التي دلت على حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على المشاورة ورغبته في معرفة
رأي ابنته في هذا الموقف. وما كان من زينب {رضي الله عنها} إلا أن تسكت
إعلاناً منها قبول ابن خالتها أبا العاص؛ ليكون زوجاً لها تسهر على رعايته
وراحته، وتشاركه فرحه وحزنه وتوفر له أسباب السعادة.
ذاع خبر خطبة أبي العاص لزينب {رضي الله عنها} في أرجاء مكة كلها، ففرح
الناس بذلك، وأخذوا يهنئون زينب بالزوج الذي اختارته، فهو من الرجال
المعدودين مالاً وتجارة في مكة، وفي الوقت نفسه يهنأ أبو العاص بالفتاة
التي اختارها لتكون زوجة له، وأماً لأطفاله في المستقبل. انتظر الجميع يوم
زفاف هذين الزوجين وعندما حان الموعد المنتظر نحرت الذبائح وأقيمت
الولائم، وكانت فرحة كليهما لا توصف.
عاشت زينب حياة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ة
في كنف زوجها وكانت خير الزوجة الصالحة الكريمة لأبي العاص ، وكان هو خير
الزوج الفاضل الذي أحاطها بالحب والأمان. وشاء الله تعالى أن يكون ثمرة
هذا الزواج ال[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
طفلين أنجبتهما زينب {رضي الله عنها}. الأول علي بن أبي العاص الذي توفي
صبيا وكان رسول الله r قد أردفه وراءه يوم الفتح، والثانية أمامة بنت أبي
العاص التي تزوجها علي بن أبي طالب { كرم الله وجهه} بعد وفاة فاطمة
الزهراء {رضي الله عنها}.
كان أبو العاص يعمل بالتجارة فيضطر في بعض الأحيان للسفر إلى بلاد الشام
تاركاً زوجته عند أمه هالة بنت خويلد . ومن شدة حب أبي العاص لزوجته كان
يقول فيها في سفره وبعيدا ً عنها:

ذكرت زينب لما ورّكــــت أرما فقلت سقيا لشخصٍ يسكن الحرما
بنت الأمين جزاها الله صــــالحاً وكلٌ بَعــلٍ سيثني بالذي عـلِما
فاطمة الزهراء رضى الله عنها



مولدها ونشأتها

هي فاطمة بنت محمد بن عبدا لله بن هاشم - سيد المرسلين وخاتم النبيين سيد
ولد آدم - عليه صلوات الله وسلامه وصغرى بناته وهي أيضا ابنة خديجة أول
النساء إيمانا بالإسلام وهي زوج علي بن أبي طالب، أول من أسلم من الصبيان
فما سجد لصنم، وما انحنى لوثن وهو المجاهد مع النبي منذ صغره، وهو خليفة
المسلمين الرابع، وهي أم الحسنين سيدا شباب أهل الجنة .

ولقد شاء الله أن يقترن مولد فاطمة في يوم الجمعة الموافق للعشرين من
جمادى الآخرة في السنة الخامسة قبل البعثة بقليل بالحادث العظيم الذي
ارتضت فيه قريش (محمدا) حكما لما اشتد الخلاف بينهم حول وضع الحجر الأسود
بعد تجديد بناء الكعبة، وكيف استطاع عليه الصلاة والسلام برجاحة عقله أن
يحل المشكلة وينقذ قريش مما كان يتهددها من حرب ودمار وإسالة دماء وعداوة
بين الأهل والعشيرة.

حمل الأب الحاني ابنته المباركة يهدهدها ويلاطفها، وكانت فرحة خديجة كبيرة
ببشاشته ، وهو يتلقى الأنثى الرابعة في أولاده، ولم يظهر عليه غضب ولا ألم
لأنه لم يرزق ذكرا وكانت فرحة خديجة اكبر حين وجدت ملامح ابنتها تشبه
ملامح أبيها، وقد استبشر الرسول بمولدها فهي النسمة الطاهرة التي سيجعل
الله نسله منها .

وعن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قالت : كانت فاطمة بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم أشبه الناس وجها برسول الله صلى الله عليه وسلم .

وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت :ما رأيت أحدا من خلق الله أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة.

وقد كان تسميتها فاطمة بإلهام من الله تعالى فقد روى الديلمي عن أبى هريرة
رضي الله عنه عن علي أنه عليه السلام قال :"إنما سميت فاطمة؛ لأن الله
فطمها وحجبها من النار ". والفطم هو القطع والمنع .

ترعرعت فاطمة في بيت النبوة الرحيم، والتوجيه النبوي الرشيد، وبذلك نشأة
على العفة وعزة النفس وحسن الخلق ،متخذتا أباها رسول الله صلى الله عليه
وسلم المثل الأعلى لها والقدوة الحسنة في جميع تصرفاتها. وما كادت الزهراء
أن تبلغ الخامسة حتى بدأ التحول الكبير في حياة أبيها بنزول الوحي عليه،
وقد تفتحت مداركها على أبيها ويعاني من صد قريش وتعنت سادتها، وشاهدت
العديد من مكائد الكفار واعتدائهم على الرسول الكريم، وكان أقسى ما رأته
فاطمة عندما ألقى سفيه مكة عقبة بن أبي معيط الأذى على رأس أبيها وهو ساجد
يصلي في ساحة الكعبة ويبقى الرسول صلى الله عليه وسلم ساجدا إلى أن تتقدم
فاطمة وتلقي عنه القذر.

وكان من أشد ما قاسته من آلام في بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد الذي
حوصر فيه المسلمون مع بني هاشم في شعب أبى طالب ، وأقاموا على ذلك ثلاثة
سنوات ، فلم يكن المشركون يتركون طعاما يدخل مكة ولا بيعا إلا واشتروه ،
حتى أصاب التعب بني هاشم واضطروا إلى أكل الأوراق والجلود ، وكان لا يصل
إليهم شيئا إلا مستخفيا، ومن كان يريد أن يصل قريبا له من قريش كان يصله
سرا.

وقد أثر الحصار والجوع على صحة فاطمة فبقيت طوال حياتها تعاني من ضعف
البنية، ولكنه زادها إيمانا ونضجا . وما كادت الزهراء الصغيرة تخرج من
محنة الحصار حتى فوجئت بوفاة أمها خديجة - رضي الله عنها - فامتلأت نفسها
حزنا وألما،ووجدت نفسها أمام مسؤوليات ضخمه نحو أبيها النبي الكريم، وهو
يمر بظروف قاسية خاصة بعد وفاة خديجة رضي الله عنها وعمه أبى طالب. فما
كان منها إلا أن ضاعفت الجهد وتحملت الأحداث في صبر ، ووقفت إلى جانب
أبيها لتقدم له العوض عن امها الغاليه واكرم الزوجات ولذلك كانت تكنى بأم
أبيها.

ثم جاءت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يثرب بعد أن لم يبق له في مكة
مكان وعلى أثره هاجر علي رضي الله عنه وكان قد تمهل ثلاثة أيام في مكة
ريثما أدى عن النبي الودائع التي كانت عنده للناس وبقيت فاطمة وأختها أم
كلثوم حتى جاء رسول من أبيها e فصحبهما إلى يثرب ،ولم تمر هجرتهما بسلام
فما كادتا تودعان مكة حتى طاردهما اللئام من مشركي قريش ونخس أحد سفهاء
مكة يدعى "الحويرث بن نقيذ" بعيرهما فرمى بهما إلى الأرض ،وكانت فاطمة
يومئذ ضعيفة نحيله الجسم ، وتركهما يسيران بقية الطريق إلى أن وصلا إلى
المدينة، وقد اشتد غضب الرسول صلى الله عليه وسلم على من آذى ابنتيه
،فأهدر دمه.

زواج السيدة فاطمة الزهراء وحياتها في بيتها:

بعد أن تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة- رضي الله عنها-
تقدم كبار الصحابة لخطبة الزهراء، بعد أن كانوا يحجمون عن ذلك سابقا
لوجودها مع أبيها صلى الله عليه وسلم وخدمتها إياه. فقد تقدم لخطبة
الزهراء أبو بكر وعمر وعبدالرحمن بن عوف - رضي الله عنهم- ولكن النبي صلى
الله عليه و سلم اعتذر في لطف ورفق، وتحدث الأنصار إلى علي بن أبي طالب –
رضي الله عنه - وشجعوه على التقدم لخطبة فاطمة، واخذوا يذكرونه بمكانته في
الإسلام وعند رسول الله e حتى تشجع وذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
خاطبا، وعندما حضر مجلس النبي غلبه الحياء فلم يذكر حاجته ، وأدرك رسول
الله ما ينتاب علي من حرج فبادره بقوله :ما حاجة ابن أبي طالب ؟

أجاب علي :ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مرحبا وأهلا ..

وكانت هذه الكلمات بردا وسلاما على قلب علي فقد فهم منها، وكذلك فهم
أصحابه أن رسول الله يرحب به زوجا لابنته . وكانت تلك مقدمة الخطبة ،عرف
علي t أن رسول الله يرحب به زوجا لأبنته فاطمة ،فلما كان بعد أيام ذهب إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطب فاطمة … وكان مهرها رضي الله عنها درعا
أهداها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى علي في غزوة بدر،وقد دعا لهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال : "اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك
لهما في نسلهما ".

لم تكن حياة فاطمة في بيت زوجها مترفة ولا ناعمة، بل كانت أقرب للخشونة
والفقر، وقد كفاها زوجها الخدمة خارجا وسقاية الحاج وأسنده لأمة، وكان علي
رضي الله عنه يساعدها في شؤون المنزل. قال علي رضي الله عنه : لقد تزوجت
فاطمة وما لي ولها فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل ونجلس عليه
بالنهار،ومالي ولها خادم غيرها ، ولما زوجها رسول الله بي بعث معها بخميلة
ووسادة أدم حشوها ليف ورحائين وسقاء وجرتين، فجرت بالرحى حتى أثرت في
يدها،واستقت بالقربة بنحرها ،وقمّت البيت حتى اغبرت ثيابها . ولما علم علي
– كرم الله وجهه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جاءه خدم قال لفاطمة
:لو أتيت أباك فسألتيه خادما ،فأتته فقال النبي ما جاء بك يا بنيه؟ قالت
:جئت لأسلم عليك،واستحيت أن تسأله ورجعت ،فأتاها رسول الله من الغد فقال
:ما كانت حاجتك ؟فسكتت فقال علي :والله يا رسول الله لقد سنوت حتى اشتكيت
صدري،وهذه فاطمة قد طحنت حتى مجلت يداها وقد أتى الله بسبي فأخدمنا.

فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :"لا والله ،لا أعطيكما وأدع أهل الصفة
تتلوى بطونهم ،لا أجد ما أنفق عليهم ولكن أبيع وأنفق عليهم بالثمن “ فرجعا
إلى منزلها ،فأتاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخفف عنهما عناءهما
وقال لهما برفق وحنان :ألا أخبركما بخير مما سألتماني ؟ قالا: بلى: فقال
:"كلمات علمنيهن جبريل :تسبحان الله دبر كل صلاة عشرا، وتحمدان عشرا ،
وتكبران عشرا ،وإذا أويتما إلى فراشكما تسبحان ثلاثة وثلاثين ،وتحمدان
ثلاثة وثلاثين ،وتكبران أربعا وثلاثين " .

وخيمت السعادة على بيت فاطمة الزهراء عندما وضعت طفلها الأول في السنة
الثالثة من الهجرة ففرح به النبي فرحا كبيرا فتلا الآذان على مسمعه، ثم
حنكه بنفسه وسماه الحسن ،فصنع عقيقة في يوم سابعه، وحلق شعره وتصدق بزنة
شعره فضة . وكان الحسن أشبه خلق الله برسول الله صلى الله عليه وسلم في
وجهه، وما أن بلغ الحسن من العمر عاما حتى ولد بعده الحسين في شهر شعبان
سنة أربع من الهجرة ، وتفتح قلب رسول الله e لسبطيه (الحسن
والحسين)،فغمرهما بكل ما امتلأ به قلبه من حب وحنان وكان صلى الله عليه
وسلم يقول:"اللهم أني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما " وتتابع الثمر
المبارك فولدت الزهراء في العام الخامس للهجرة طفلة اسماها جدها صلى الله
عليه وسلم (زينب ).وبعد عامين من مولد زينب وضعت طفلة أخرى اختار لها
الرسول اسم (أم كلثوم ) .

وبذلك آثر الله فاطمة بالنعمة الكبرى ،فحصر في ولدها ذرية نبيه صلى الله
عليه وسلم ،وحفظ بها أفضل سلالات البشرية . وقد بلغ من حب رسول الله صلى
الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنها- أنه لا يخرج من المدينة حتى
يكون آخر عهده بها رؤية فاطمة، فإذا عاد من سفره بدأ بالمسجد فيصلي ركعتين
،ثم يأتي فاطمة ،ثم يأتي أزواجه، وقد قال عليه الصلاة والسلام :" إنما
فاطمة بضعة فمن أغضبها فقد أغضبني" . ولم يرض رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن يراها تلبس الحلي وأمرها ببيعها والتصدق بثمنها ؛ وما ذلك إلا
لأنها بضعة منه وأنه يريدها مثلا أعلى في الزهد والصبر والتقشف كما كان هو
صلى الله عليه وسلم،ولتتبوأ بجدارة منزلة سيدة نساء العالمين يوم القيامة.

ولقد هم علي كرم الله وجهه بالزواج من بنت أبى جهل - لعنه الله، على
السيدة فاطمة رضي الله عنها،وفي حسبانه أنه يجوز على بنات النبي صلى الله
عليه وسلم ما يجوز على سائر النساء فيما أحله الشرع للمسلمين من تعدد
الزوجات، وعندما بلغ رسول الله ذلك خرج إلى المسجد مغضبا حتى بلغ المنبر
فخطب الناس فقال:"إن بني هشام بن مغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن
أبي طالب فلا آذن لهم ،ثم لا آذن لهم، ثم لا آذن لهم،إلا أن يريد علي بن
أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، وإني لست أحرم حلالا،ولا أحل حراما
،لكن والله لا تجتمع بنت رسول الله ،وبنت عدو الله أبدا. فترك علي الخطبة.
وهذا دليل على حبه صلى الله عليه وسلم لبناته في بيئة وأدت بناتها .

وقد مرت السيدة فاطمة رضي الله عنها بأحداث كثيرة ومتشابكة وقاسية وذلك
منذ نعومة أظفارها حيث شهدت وفاة أمها،ومن ثم أختها رقية، وتلتها في السنة
الثامنة للهجرة أختها زينب ،وفي السنة التاسعة أختها أم كلثوم
BeN.ShArAbi
BeN.ShArAbi
ღ عضو ღ v I p
ღ عضو ღ v I p

الْعُمْر الْعُمْر : 37
 الجنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 4930
بلدي بلدي : السعودية
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 23430
السٌّمعَة السٌّمعَة : 15
. بنات الرسول صلى الله عليه وسلم 111010

http://syrup.roo7.biz/index.htm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بنات الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: بنات الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف KING CR7 الخميس فبراير 11, 2010 12:44 am

شكرا لك
KING CR7
KING CR7
ღ عضو ღ v I p
ღ عضو ღ v I p

الْعُمْر الْعُمْر : 29
 الجنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 7907
بلدي بلدي : المغرب
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 127781
السٌّمعَة السٌّمعَة : 1
. بنات الرسول صلى الله عليه وسلم 111010

http://www.madridi.org

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بنات الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: بنات الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف a.boelez الخميس فبراير 11, 2010 1:06 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
a.boelez
a.boelez
ღ عضو ღ v I p
ღ عضو ღ v I p

الْعُمْر الْعُمْر : 35
 الجنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 2240
بلدي بلدي : ليبيا
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 18695
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
. بنات الرسول صلى الله عليه وسلم 111010

http://oriiginale.co.cc

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بنات الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: بنات الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف ???? الخميس فبراير 11, 2010 7:49 pm

شكرا لك
avatar
????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بنات الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: بنات الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف ???? الخميس فبراير 11, 2010 7:49 pm

شكرا لك
avatar
????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بنات الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: بنات الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف Cre@tor السبت فبراير 13, 2010 1:37 am

مشكوووووووووووووور
Cre@tor
Cre@tor
عضو مؤسس
v I p

الْعُمْر الْعُمْر : 29
 الجنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 3882
بلدي بلدي : الجزائر
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 21462
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
. بنات الرسول صلى الله عليه وسلم 111010

http://www.orignale.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بنات الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: بنات الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف YASIR الإثنين مارس 07, 2011 4:38 am

شكرا لك على الموضوع المميز..
YASIR
YASIR
:: عضو اداري ::
نائب مدير الموقع

الْعُمْر الْعُمْر : 34
 الجنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 3331
بلدي بلدي : العراق
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 18699
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
. بنات الرسول صلى الله عليه وسلم 111010

http://www.asase.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بنات الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: بنات الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف Design-sasuke السبت مارس 19, 2011 11:41 pm

مشششكور
Design-sasuke
Design-sasuke
ღ عضو ღ v I p
ღ عضو ღ v I p

الْعُمْر الْعُمْر : 31
 الجنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 8432
بلدي بلدي : سوريا
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 29240
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
. بنات الرسول صلى الله عليه وسلم 111010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بنات الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: بنات الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف rih الأربعاء مارس 30, 2011 6:47 pm

يسلموووووووووووووووو
rih
rih
ღ عضو ღ v I p
ღ عضو ღ v I p

الْعُمْر الْعُمْر : 43
 الجنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 2084
بلدي بلدي : الجزائر
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 18010
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
. بنات الرسول صلى الله عليه وسلم 111010

http://arbfor.yoo7.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى