كلام جميل للشيخ عبدالله الفوزان
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كلام جميل للشيخ عبدالله الفوزان
( ... وإنك لتعجب من أناس يحرصون على أداء الشعائر التعبدية ، ويلتزمون بالمظاهر الشرعية ، ويجتهدون في نوافل العبادات من صلاة وصيام وتلاوة وذكر وغيرها ، ولكنهم لا يولون جانب المعاملة للخلق اهتماماً يذكر ، ولا يرون لحسن الخلق مكانةً تعتبر ، فتجد عند بعضهم ـ مع الأسف ـ من الحقد والحسد ، والعجب والكبر ، والظلم والبخس ، والبغضاء والشحناء ، والتهاجر والتدابر ، والكذب والتدليس ، والغش والمخادعة ، وإخلاف الوعود ، ونقض العهود ، والقطيعة والعقوق ، ومطل الحقوق ، وأكل أموال الناس بالباطل ، وخيانة الأمانة ، والولوغ في أعراض الناس ، والسعي بالنميمة والإفساد ، وتتبع العورات ، والتدخل فيما لا يعني ، ما يتنافى وكمال الإيمان ، ويتناقض مع ما هم عليه من مظاهر الصلاح والديانة !! وكأن معاملة الخلق ليست من الدين ، أو أن صاحب الخُلُق الحسن ليس بمأجور ولا مشكور ، وصاحب الخُلُق السيء ليس بمذموم ولا مأزور ، أو كأن ظلم الناس لاحرج فيه ولا بأس ، مع أن ظلمهم أشد من ظلم العبد لنفسه ، إذ حقوق العباد مبنية على المشاحّة والمُقاصّة ، وحقوق الله ـ تعالى ـ مبنية على المسامحة والمساهلة ، ومن فرّط في جنب الله كان بإمكانه أن يستعتب ربه متى شاء ، لكنه إذا ظلم الناس لم يضمن أن يُحلّوه ويسامحوه في ظلمه لهم وتعدّيه على حقوقهم ، بل إن حقوق العباد يجتمع فيها حق الخالق وحق المخلوق ، فالله ـ تعالى ـ لا يرضى لعباده الظلم ، وأحب الناس إليه أنفعهم لعباده ، وأرعاهم لحقوقهم ، وأقومهم بمصالحهم .
والحقيقة أن هؤلاء يهدمون ولا يبنون ، ويفسدون ما يعملون ، ويُحبطون حسناتهم من حيث لا يشعرون ، فهم يجتهدون في أداء الفرائض والنوافل نهارهم وليلهم ، وقد يصبح الواحد منهم ولا حسنة له ، ويجمعون حسنات كأمثال الجبال من صلاة وصيام وصدقة وذكر وغيرها ، ثم يذهبونها بأنواع من الكبائر المتعلقة بظلم الخلق ، وسوء معاملتهم ، وربما عند المعادلة لا تقوم أجور صلواتهم وطاعاتهم بإثم ظلمهم للعباد ومطلهم حقوقهم ، وهذه وربي هي النكسة المردية ، والخسارة الفادحة ، والغبن الفاحش ، والإفلاس الذي ليس بعده إفلاس !! .. )
من مقدمة ( فقه التعامل مع الناس ) للشيخ عبدالله الفوزان
والحقيقة أن هؤلاء يهدمون ولا يبنون ، ويفسدون ما يعملون ، ويُحبطون حسناتهم من حيث لا يشعرون ، فهم يجتهدون في أداء الفرائض والنوافل نهارهم وليلهم ، وقد يصبح الواحد منهم ولا حسنة له ، ويجمعون حسنات كأمثال الجبال من صلاة وصيام وصدقة وذكر وغيرها ، ثم يذهبونها بأنواع من الكبائر المتعلقة بظلم الخلق ، وسوء معاملتهم ، وربما عند المعادلة لا تقوم أجور صلواتهم وطاعاتهم بإثم ظلمهم للعباد ومطلهم حقوقهم ، وهذه وربي هي النكسة المردية ، والخسارة الفادحة ، والغبن الفاحش ، والإفلاس الذي ليس بعده إفلاس !! .. )
من مقدمة ( فقه التعامل مع الناس ) للشيخ عبدالله الفوزان
مواضيع مماثلة
» هل يجوز الكلام فيما بين الخطبتين يوم الجمعة؟-يجيب الشيخ الفوزان-حفظه الله-
» ووفاة رسول الأمه محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة والتسليم
» تفسير القران الكريم :: للشيخ الشعراوى::
» من مثل عائشة, للشيخ نبيل, العوضي
» ووفاة رسول الأمه محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة والتسليم
» ووفاة رسول الأمه محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة والتسليم
» تفسير القران الكريم :: للشيخ الشعراوى::
» من مثل عائشة, للشيخ نبيل, العوضي
» ووفاة رسول الأمه محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة والتسليم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى